دون غيره، وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ استزادة من
توفيقه و عبادته و استدامة لما أنعم الله عليه و نصره
82- في مجمع
البيان قال رسول الله صلى الله عليه و آله: ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب
الى قوله «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» إخلاص للعبادة «وَ إِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ» أفضل ما طلب به العباد حوائجهم.
83- في تفسير
العياشي عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال: اجتمع أبو عبد الله
عليه السلام مع رجل من القدرية[1] عند عبد
الملك بن مروان، فقال القدري لأبي عبد الله عليه السلام سل عما شئت، فقال له. اقرأ
سورة الحمد، قال: فقرأها فقال الأموي- و انا معه- ما في سورة الحمد علينا، إِنَّا
لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، قال: فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى
بلغ قول الله تبارك و تعالى: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» فقال له
جعفر: قف من تستعين؟ و ما حاجتك الى المعونة؟ ان الأمر إليك، فَبُهِتَ الَّذِي
كَفَرَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
84- في كتاب
الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و فيه يقول
لأصحابه قولوا «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» اى واحدا لا نقول كما قالت الدهرية: ان
الأشياء لا بد و لها و هي دائمة، و لا كما قال الثنوية الذين قالوا ان النور و
الظلمة هما المدبران، و لا كما قال مشركو العرب ان أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا
و لا ندعو من دونك إلها كما يقول هؤلاء الكفار، و لا نقول كما تقول اليهود و
النصارى ان لك ولدا تعاليت عن ذلك علوا كبيرا.
85- فيمن لا
يحضره الفقيه و فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه السلام انه قال: اهْدِنَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ استرشاد لدينه، و اعتصام بحبله و استزادة في
المعرفة لربه عز و جل و لعظمته و كبريائه.
86- في مجمع
البيان و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ان الله تعالى من على
بفاتحة الكتاب الى قوله «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» صراط الأنبياء و هم الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.
87- و فيه قيل في معنى
«الصراط» وجوه: أحدها انه كتاب الله و هو المروي عن النبي صلى الله عليه و آله و
سلم و عن على عليه السلام.
[1] القدري في الاخبار يطلق على الجبري و التفويضي
و المراد به في هذا الخبر هو الثاني.