responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 401
(وأنزلنا معهم الكتاب) المكتوب الذي يتضمن الأحكام، وما يحتاج إليه الخلق من الحلال والحرام، كالتوراة والإنجيل والقرآن. (والميزان) أي وأنزلنا معهم من السماء الميزان ذا الكفتين، الذي يوزن به، عن ابن زيد، والجبائي، ومقاتل بن سليمان. وقيل: معناه أنزلنا صفة الميزان. (ليقوم الناس) في معاملاتهم (بالقسط) أي بالعدل، والمراد: وأمرنا بالعدل كقوله (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان)، عن قتادة، ومقاتل بن حيان.
(وأنزلنا الحديد) روي عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: أنزل الحديد والنار والماء والملح). وقال أهل المعاني: معنى أنزلنا الحديد: أنشأناه وأحدثناه، كقوله (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) وإلى هذا ذهب مقاتل فقال معناه: بأمرنا كان الحديد. وقال قطرب:
معنى أنزلنا هنا هيأنا وخلقنا، من النزل، وهو ما يهيأ للضيف أي أنعمنا بالحديد وهيأناه لكم. وقيل: أنزل مع آدم من الحديد العلاة، وهي السندان، والكلبتان، والمطرقة، عن ابن عباس.
(فيه بأس شديد) أي يمتنع به، ويحارب به، عن الزجاج. والمعنى أنه يتخذ منه آلتان: آلة للدفع، وآلة للضرب، كما قال مجاهد فيه جنة وسلاح. (ومنافع للناس) يعني ما ينتفعون به في معاشهم، مثل: السكين، والفأس، والإبرة، وغيرها مما يتخذ من الحديد من الآلات. وقوله: (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب) معطوف على قوله (ليقوم الناس بالقسط) أي ليعاملوا بالعدل، وليعلم الله نصرة من ينصره موجودة، وجهاد من جاهد مع رسوله موجودا. وقوله: (بالغيب) أي بالعلم الواقع بالاستدلال والنظر من غير مشاهدة بالبصر (إن الله قوي) على الانتقام من أعدائه (عزيز) أي منيع من أن يعترض عليه في أرضه وسمائه.
النظم: وجه اتصال قوله (وما أصاب من مصيبة) الآية بما قبلها أنه سبحانه لما بين الثواب على الطاعات، عقبه ببيان الأعواض على مقاساة المصائب والملمات، فقال: لا يذهب علينا عوض من أصابته مصيبة ما، فإن كانت من فعلنا نعوضه بالأضعاف من جزائنا، وإن كان من فعل عبادنا فباستيفائنا ذلك منهم. ثم أكد ذلك بقوله (لكيلا تأسوا) الآية. لأن المصيبة لو كانت بغير عوض في العاقبة، لازداد الأسى والحزن، فإن الحزن كل الحزن في الخسران الذي ليس له جبران. ثم عقب

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست