responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 400
وإذا علم أن ما ناله منها كلف الشكر عليه، والحقوق الواجبة فيه، فلا ينبغي أن يفرح به. وأيضا فإذا علم أن شيئا منها لا يبقى، فلا ينبغي أن يهتم له، بل يجب أن يهتم لأمر الآخرة التي تدوم ولا تبيد.
وفي هذه الآية إشارة إلى أربعة أشياء الأول: حسن الخلق لأن من استوى عنده وجود الدنيا وعدمها، لا يحسد، ولا يعادي، ولا يشاح، فإن هذه من أسباب سوء الخلق، وهي من نتائج حب الدنيا وثانيها: استحقار الدنيا وأهلها، إذا لم يفرح بوجودها، ولم يحزن لعدمها وثالثها: تعظيم الآخرة لما ينال فيها من الثواب الدائم الخالص من الشوائب ورابعها: الافتخار بالله دون أسباب الدنيا. ويروى أن علي بن الحسين عليه السلام جاءه رجل فقال له: ما الزهد؟ فقال. الزهد عشرة أجزاء: فاعلي درجة الزهد أدنى درجة الورع. وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين. وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا. وإن الزهد كله في آية من كتاب الله (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم). وقيل لبزرجمهر: ما لك أيها الحكيم لا تأسف على ما فات، ولا تفرح بما هو آت؟ فقال: إن الفائت لا يتلافى بالعبرة، والآتي لا يستدام بالخبرة. وعن عبد الله بن مسعود قال: لئن [1] جمرة الحسرة أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت، أحب إلي من أن أقول لشئ كان: ليته لم يكن، أو لشئ لم يكن: ليته كان.
(والله لا يحب كل مختال فخور) أي متكبر بما أوتي، فخور على الناس بالدنيا. (الذين يبخلون) بمنع الواجبات (ويأمرون الناس بالبخل) وفي الحديث:
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل عن سيد بني عوف فقالوا: جد بن قيس على أنه يزن [2] بالبخل. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: وأي داء أدوى من البخل سيدكم البراء بن معرور. ومعنى يزن: يتهم ويقرف. (ومن يتول) أي يعرض عما دعاه الله إليه (فإن الله هو الغني) عنه وعن طاعته وصدقته (الحميد) في جميع أفعاله.
ثم أقسم سبحانه فقال: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات) أي بالدلائل المعجزات


[1] في نسخة لأن الحس جمرة.. وفي أخرى: لأن الحسن جمرات حرقت. وفي أخرى أيضا:
لأن الحسن جمرة أحرقت.
[2] زن فلانا بخير أو شر أي: ظنه به.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست