responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 105
(18) وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين (19) وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون (20) وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون (21).
الاعراب. (يوم نبطش) منصوب بقوله: (إنا كاشفو العذاب قليلا). ويجوز أن ينتصب بمضمر دل عليه (منتقمون)، ولا ينتصب بقوله (منتقمون) لأن ما بعد (إن) لا يعمل فيما قبله.
المعنى: ثم لما أخبر سبحانه أن الدخان يغشى الناس، عذابا لهم، وأنهم قالوا ويقولون على ما فيه من الخلاف: (هذا عذاب أليم) حكى عنهم أيضا قولهم:
(ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) بمحمد (ص) والقرآن. قال سبحانه (أنى لهم الذكرى) أي من أين لهم التذكر والاتعاظ؟ وكيف يتذكرون ويتعظون. (وقد جاءهم رسول مبين) أي وحالهم أنهم قد جاءهم رسول ظاهر الصدق والدلالة (ثم تولوا عنه) أي أعرضوا عنه، ولم يقبلوا قوله. (وقالوا معلم مجنون) أي هو معلم يعلمه بشر مجنون بادعاء النبوة.
ثم قال سبحانه: (إنا كاشفو العذاب) أي عذاب الجوع والدخان (قليلا) أي زمانا قليلا يسيرا إلى يوم بدر، عن مقاتل. (إنكم عائدون) في كفركم وتكذيبكم.
فلما كشف الله سبحانه ذلك عنهم بدعاء النبي (ص) واستسقائه لهم، عادوا إلى تكذيبه. هذا على تأويل من قال إن ذلك الدخان كان وقت النبي (ص). فأما على القول الآخر فمعناه أنكم عائدون إلى العذاب الأكبر، وهو عذاب جهنم. والقليل مدة ما بين العذابين (يوم نبطش البطشة الكبرى) أي واذكر لهم ذلك اليوم، يعني يوم بدر على القول الأول. قالوا: لما كشف عنهم الجوع، عادوا إلى التكذيب، فانتقم الله منهم يوم بدر. وعلى القول الآخر البطشة الكبرى تكون يوم القيامة. والبطش هو الأخذ بشدة وقع الألم. (إنا منتقمون) منهم ذلك اليوم.
ثم قال سبحانه: (ولقد فتنا قبلهم) أقسم سبحانه أنه فتن قبل كفار قوم النبي (ص) (قوم فرعون) أي اختبرهم، وشدد عليهم التكليف، لأن الفتنة شدة التعبد، وأصلها الإحراق بالنار، لخلاص الذهب من الغش. وقيل: إن الفتنة معاملة المختبر، ليجازى بما يظهر دون ما يعلم مما لا يظهر. (وجاءهم رسول كريم) أي كريم الأخلاق والأفعال، بالتجاوز والصفح، والدعاء إلى الصلاح والرشد. وقيل:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست