responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 46
القراءة: قرأ أهل الكوفة، غير البرجمي والشموني عن أبي بكر: (عاقبة) بالنصب. والباقون بالرفع.
الحجة: قال أبو علي: من نصب عاقبة جعلها خبر كان، ونصبها متقدمة، كما قال: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين). فأما اسمها على هذه القراءة، فيجوز أن يكون أحد الشيئين السوأى عاقبة الذين أساءوا ويكون أن كذبوا مفعولا له أي: لأن كذبوا. ولا يجوز أن يكون كذبوا متعلقا بقوله (أساءوا) على هذا، لأنك تفصل بين الصلة والموصول باسم كان، أو يكون إن كذبوا اسم كان، والتقدير ثم كان التكذيب عاقبة الذين أساءوا ويكون السوأى على هذا مصدرا لأساؤوا، لأن فعلى من أبنية المصادر، كالرجعي، والشورى، ويدل على أن السوأى والسوء بمنزلة المصدر، ما أنشده أبو عمرو:
أنى جزوا عامرا سوءا بفعلهم، أم كيف يجزونني السوأى من الحسن ومن رفع عاقبة جاز أن يكون الخبر أحد الشيئين السوأى وان كذبوا. كما جاز في النصب أن يكون كل واحد منهما الاسم. ومعنى الذين أساءوا: الذين أشركوا، والتقدير: ثم كان عاقبة المسئ التكذيب بآيات الله أي: لم يظفر في كفره وشركه بشئ إلا بالتكذيب. وإذا جعلت كذبوا نفس الخبر، جعلت السوأى في موضع نصب بأنه مصدر، وقد يجوز أن يكون السوأى صفة لموصوف محذوف، كأنه قال الخلة السوأى أو الخلال السوأى.
المعنى: ثم حث سبحانه على التفكر والتدبر فيما يدل على توحيده من خلق السماوات والأرض، ثم في أحوال القرون الخالية، والأمم الماضية فقال: (أولم يتفكروا في أنفسهم) أي: في حال الخلوة، لأن في تلك الحالة يتمكن الانسان من نفسه، ويحضره ذهنه وقيل: معناه أو لم يتفكروا في خلق الله أنفسهم، والمعنى: أو لم يتفكروا فيعلموا. وحذف لأن في الكلام دليلا عليه. (ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) قال الزجاج: معناه إلا للحق أي: لإقامة الحق، ومعناه للدلالة على الصانع، والتعريض للثواب. (وأجل مسمى) أي: ولوقت معلوم توفى فيه كل نفس ما كسبت. وقيل: معناه خلقها في أوقات قدرها اقتضت المصلحة خلقها فيها، ولم يخلقها عبثا، عن الجبائي.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست