responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 47
(سؤال): قالوا كيف يعلم المتفكر في نفسه أن الله سبحانه لم يخلق شيئا إلا بالحق؟ وكيف يعلم الآخرة؟ (جواب): قلنا إذا علم بالنظر في نفسه أنه محدث مخلوق، وأن له محدثا قديما، قادرا عالما حيا، وأنه لا يفعل القبيح، وأنه حكيم، علم أنه لم يخلقه عبثا، وإنما خلقه لغرض، وهو التعريض للثواب، وذلك لا يتم إلا بالتكليف، فلا بد إذا من الجزاء. فإذا لم يوجد في الدنيا، فلا بد من دار أخرى يجازى فيها. ويعلم إذا خلق ما لا ينتفع بنفسه، فلا بد أن يكون الغرض أن ينتفع الحي به.
(وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون) أي: بلقاء جزاء ربهم، وبالبعث، وبيوم القيامة، لجاحدون غير معترفين، ثم نبههم سبحانه دفعة أخرى فقال: (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) من الأمم (كانوا أشد منهم قوة) فهلكوا وبادوا، فيعتبروا بهم لعلمهم أنهم أهلكوا بتكذيبهم.
(وأثاروا الأرض) أي: وقلبوها وحرثوها بعمارتها، عن مجاهد. (وعمروها أكثر مما عمروها) أي: أكثر مما عمرها هؤلاء الكفار، لأنهم كانوا أكثر أموالا، وأطول أعمارا، وأكثر أعدادا، فحفروا الأنهار، وغرسوا الأشجار، وبنوا الدور، وشيدوا القصور، ثم تركوها، وصاروا إلى القبور، وإلى الهلاك والثبور.
(وجاءتهم رسلهم بالبينات) أي: أتتهم رسلهم بالدلالات من عند الله. وفي الكلام حذف تقديره: فجحدوا الرسل، وكذبوا بتلك الرسل، فأهلكهم الله بالعذاب (فما كان الله ليظلمهم) بأن يهلكهم من غير استحقاق (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) بأن جحدوا رسل الله، وأشركوا معه في العبادة سواه، حتى استحقوا العذاب عاجلا وآجلا. (ثم كان عاقبة الذين أساؤوا) إلى نفوسهم بالكفر بالله، وتكذيب رسله، وارتكاب معاصيه (السوأى) أي: الخلة التي تسوء صاحبها إذا أدركها، وهي عذاب النار، عن ابن عباس، وقتادة (أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون) أي: لتكذيبهم بآيات الله، واستهزائهم بها.
(الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون (11) ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون (12) ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست