responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 440
وفي قولهم: ما كل سوداء تمرة، ولا بيضاء شحمة. فحذف كل لتقدم ذكرها، فكذلك في الآية. وأما (التناد) بالتشديد، فإنه تفاعل من ند يند إذا نفر.
اللغة: الجبار: الذي يقتل على الغضب، يقال: أجبر فهو جبار، مثل أدرك فهو دراك. قال الفراء: ولا ثالث لهما. وقال ابن خالويه: وجدت لهما ثالثا: أسار فهو سئار [1].
المعنى: ثم فسر سبحانه ذلك فقال: (مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود) والدأب: العادة. ومعناه: إني أخاف عليكم مثل سنة الله في قوم نوح وعاد وثمود، وحالهم حين أهلكهم الله، واستأصلهم، جزاء على كفرهم. (والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد) وفي هذا أوضح دلالة على فساد قول المجبرة القائلة بان كل ظلم يكون في العالم، فهو بإرادة الله تعالى.
ثم حذرهم عذاب الآخرة أيضا فقال: (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) حذف الياء للاجتزاء بالكسرة الدالة عليها، وهو يوم القيامة ينادي فيه بعض الظالمين بعضا بالويل والثبور. وقيل: إنه اليوم الذي ينادي فيه أصحاب الجنة أصحاب النار (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا) الآية. وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة (أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله)، عن الحسن وقتادة وابن زيد. وقيل:
ينادي فيه كل أناس بإمامهم.
(يوم تولون مدبرين) أي: يوم تعرضون على النار فارين منها، مقدرين أن الفرار ينفعكم. وقيل: منصرفين إلى النار بعد الحساب، عن قتادة ومقاتل. (ما لكم من الله من عاصم) أي: مانع من عذاب الله (ومن يضلل الله فماله من هاد)


[1] وهو الذي يسئر في الإناء من الشراب، يقال: أسار منه شيئا أي: أبقى بقية.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست