responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 35
إنزال القرآن دلالة واضحة، ومعجزة لائحة، وحجة بالغة، تنزاح معه العلة، وتقوم به الحجة، فلا يحتاج في الوصول إلى العلم بصحة نبوته إلى غيره. على أن إظهار المعجزات، مع كونها إزاحة للعلة، تراعى فيه المصلحة. فإذا كانت المصلحة في إظهار نوع منها، لم يجز إظهار غيرها، ولو أظهر الله سبحانه الآيات التي اقترحوها، ثم لم يؤمنوا، لاقتضت الحكمة إهلاكهم بعذاب الاستئصال، كما اقتضت ذلك في الأمم السالفة. وقد وعد الله سبحانه أن لا يعذب هذه الأمة بعذاب الاستئصال. وفي هذا دلالة على أن القرآن كافي المعجز، وأنه في أعلى درجات الإعجاز، لأنه جعله كافيا عن جميع المعجزات. والكفاية: بلوغ حد ينافي الحاجة.
(إن في ذلك) معناه إن في القرآن (لرحمة) أي: نعمة عظيمة الموقع، لأن من تبعه، وعمل به، نال الثواب، وفاز بالجنة (وذكرى) أي: وتذكير، أو موعظة (لقوم يؤمنون) أي: يصدقون به. وقيل: إن قوما من المسلمين كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب، فهددهم سبحانه في هذه الآية، ونهاهم عنه. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(جئتكم بها بيضاء نقية). (قل) يا محمد (كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) لي بالصدق والإبلاغ، وعليكم بالتكذيب والعناد. وشهادة الله له قوله (محمد رسول الله) وهو في كلام معجز قد ثبت أنه من الله سبحانه. وقيل: إن شهادة الله له إثبات المعجزة له بإنزال الكتاب عليه.
(يعلم ما في السماوات والأرض) فيعلم أني على الهدى، وأنكم على الضلالة. (والذين آمنوا بالباطل) أي: صدقوا بغير الله، عن ابن عباس. وقيل:
بعبادة الشيطان، عن مقاتل (وكفروا بالله) أي: جحدوا وحدانية الله (أولئك هم الخاسرون) خسروا ثواب الله بارتكاب المعاصي، والجحود بالله (ويستعجلونك بالعذاب) يا محمد أي: يسألونك نزول العذاب عاجلا، لجحودهم صحة ما توعدهم به، كما قال النضر بن الحرث: أمطر علينا حجارة من السماء. (ولولا أجل مسمى) أي: وقت قدرة الله تعالى أن يعاقبهم فيه، وهو يوم القيامة، أو أجل قدره الله تعالى أن يبقيهم إليه، لضرب من المصلحة.
(لجاءهم العذاب) الذي استحقوه. (وليأتينهم) العذاب (بغتة وهم لا يشعرون) بإتيانه ووقت مجيئه. ثم ذكر أن موعد عذابهم النار فقال. (يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) يعني. إن العذاب، وإن لم يأتهم في

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست