responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 33
حضره وسفره، لا يتعلم شيئا من غيره، ثم يأتي من عنده بشئ يعجز الكل عنه، وعن بعضه، ويقرأ عليهم أقاصيص الأولين.
قال الشريف الأجل المرتضى علم الهدى، قدس الله روحه: هذه الآية تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة، فأما بعد النبوة، فالذي نعتقده في ذلك التجويز لكونه عالما بالكتابة والقراءة، والتجويز لكونه غير عالم بهما، من غير قطع على أحد الأمرين. وظاهر الآية يقتضي أن النفي قد تعلق بما قبل النبوة دون ما بعدها، ولأن التعليل في الآية يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة، لأن المبطلين إنما يرتابون في نبوته صلى الله عليه وآله وسلم، لو كان يحسن الكتابة قبل النبوة. فأما بعد النبوة فلا تعلق له بالريبة والتهمة، فيجوز أن يكون قد تعلمها من جبرائيل عليه السلام بعد النبوة.
ثم قال سبحانه: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) يعني أن القرآن دلالات واضحات في صدور العلماء، وهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمؤمنون به، لأنهم حفظوه ووعوه، ورسخ معناه في قلوبهم، عن الحسن. وقيل: هم الأئمة عليهم السلام من آل محمد، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله، عليهم السلام. وقيل: إن هو كناية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي إنه في كونه أميا لا يقرأ ولا يكتب، آيات بينات في صدور العلماء من أهل الكتاب، لأنه منعوت في كتبهم بهذه الصفة، عن الضحاك. وقال قتادة: المراد به القرآن وأعطى هذه الأمة الحفظ، ومن كان قبلها لا يقرؤون الكتاب إلا نظرا، فإذا طبقوه لم يحفظوا ما فيه إلا اليسير.
(وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) الذين ظلموا أنفسهم بترك النظر فيها، والعناد لها بعد حصول العلم لهم بها. وقيل: يريد بالظالمين كفار قريش واليهود.
(وقالوا): يعني كفار مكة. (لولا أنزل عليه آية من ربه) أراد به الآيات التي اقترحوها في قوله: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا) الآيات.
وأن يجعل الصفا ذهبا. وقيل: إنهم سألوا آية كآية موسى عليه السلام من فلق البحر، وقلب العصا حية، وجعلوا ما أتى به من المعجزات والآيات غير آية وحجة، إلقاء للشبهة بين العوام، فقال الله تعالى: (قل) يا محمد لهم (إنما الآيات عند الله) ينزلها ويظهرها بحسب ما يعلم من مصالح عباده، وينزل على كل نبي منها ما هو أصلح له ولأمته، ولذلك لم تتفق آيات الأنبياء كلها، وإنما جاء كل نبي بفن منها.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست