responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 263
الجبائي. وقيل: يعني بآثارهم أعمالهم التي صارت سنة بعدهم يقتدى فيها بهم، حسنة كانت أم قبيحة. وقيل: معناه ونكتب خطاهم إلى المسجد، وسبب ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري: أن بني سلمة كانوا في ناحية المدينة، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه، فنزلت الآية. وفي الحديث عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم) رواه البخاري ومسلم في الصحيح.
(وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) أي: وأحصينا وعددنا كل شئ من الحوادث في كتاب ظاهر، وهو اللوح المحفوظ. والوجه في إحصاء ذلك فيه اعتبار الملائكة به إذ قابلوا به ما يحدث من الأمور، ويكون فيه دلالة على معلومات الله سبحانه على التفصيل. وقيل: أراد به صحائف الأعمال، وسمي ذلك مبينا، لأنه لا يدرس أثره، عن الحسن.
ثم قال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (واضرب لهم) يا محمد (مثلا) أي: مثل لهم مثالا، وهو من قولهم: هؤلاء أضراب أي: أمثال. وقيل: معناه واذكر لهم مثلا (أصحاب القرية) وهذه القرية أنطاكية في قول المفسرين. (إذ جاءها المرسلون) أي: حين بعث الله إليهم المرسلين (إذ أرسلنا إليهم اثنين) أي: رسولين من رسلنا (فكذبوهما) أي: فكذبوا الرسولين. قال ابن عباس: ضربوهما، وسجنوهما.
(فعززنا بثالث) أي: فقويناهما، وشددنا ظهورهما برسول ثالث، مأخوذ من العزة وهي القوة والمنعة، ومنه قولهم: من عز بز أي: من غلب سلب. قال شعبة:
كان اسم الرسولين: شمعون ويوحنا، واسم الثالث: بولس. وقال ابن عباس، وكعب: صادق، وصدوق، والثالث سلوم. وقيل: إنهم رسل عيسى، وهم الحواريون، عن وهب وكعب قالا: وإنما أضافهم تعالى إلى نفسه، لأن عيسى عليه السلام أرسلهم بأمره.
(فقالوا إنا إليكم مرسلون) أي قالوا لهم: يا أهل القرية! إن الله أرسلنا إليكم. (قالوا) يعني أهل القرية (ما أنتم إلا بشر مثلنا) فلا تصلحون للرسالة، كما لا نصلح نحن لها (وما أنزل الرحمن من شئ) تدعوننا إليه (إن أنتم إلا تكذبون) أي: ما أنتم إلا كاذبون فيما تزعمون. اعتقدوا أن من كان مثلهم في البشر، لا يصلح أن يكون رسولا، وذهب عليهم أن الله، عز اسمه، يختار من يشاء

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست