responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 408
على الكثرة، وإن كانت مفردة الألفاظ، كقوله تعالى (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) وكذلك إذا أضاف فقال: (من فزع يومئذ) أو يومئذ. ويجوز أن يعني به مفردا، ويجوز أن يعني به كثرة. فأما القول في إعراب يوم وبنائه إذا أضيف إلى إذ، فقد ذكر فيما تقدم. وحجة من قرأ (يعلمون) بالياء: أنه وعيد للمشركين. وحجة التاء أنه على معنى: قل لهم ذلك.
الاعراب: وصف النهار بأنه مبصر فيه وجهان أحدهما: إن معناه ذو إبصار، كقوله (عيشة راضية) أي: ذات رضى. وكقول النابغة: " كليني لهم يا أميمة ناصب " [1] أي. ذي نصب. والثاني: إنه يريك الأشياء كما يراها من يبصرها بالنور الذي تجلى عندها، وفيه قول ثالث: إنه مثل قول جرير:
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى * ونمت، وما ليل المطي بنائم [2] أي: بالذي ينام فيه، فيكون مبصرا، بمعنى ما يبصر فيه.
المعنى: ثم بين سبحانه قدرته على الإعادة والبعث، بما احتج به على الكفار، فقال: (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه) عن التعب والحركات (والنهار مبصرا) أي: يبصر فيه، ويمكن التصرف فيه لضيائه، ويدرك بنوره جميع الأشخاص، كما يدرك بنور البصر (إن في ذلك لآيات) أي: دلالات (لقوم يؤمنون) لأن جعل الشئ لما يصلح له من الانتفاع، إنما يكون بالاختيار، ولا يكون بالطباع (ويوم ينفخ في الصور) منصوب بتقدير، واذكر يوم ينفخ إسرافيل بأمر الله تعالى، في الصور، وذلك اليوم الذي يقع عليهم القول بما ظلموا ويجوز أن يكون على حذف في الكلام، والتقدير: ويوم ينفخ في الصور، وتكون النشأة الثانية.
واختلف في معنى الصور فقيل: هو صور الخلق جمع صورة، عن الحسن وقتادة، ويكون معناه: يوم ينفخ الروح في الصور، فيبعثون. وقيل: هو قرن فيه شبه البوق، عن مجاهد. وقد ورد ذلك في الحديث (ففزع من في السماوات ومن في الأرض) أي ماتوا لشدة الخوف والفزع، يدل عليه قوله في موضع آخر (فصعق .


[1] هذا صدر بيت للنابغة الذبياني، وعجزه: " وليل أقاسيه بطئ الكواكب " وقوله: " كليني " أي
دعيني أمر من وكل إليه الأمر: فوض. وأميمة على وزن جهينة: اسم حبيبته.
[2] الشعر في (جامع الشواهد)


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست