responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 39
و (الدرجات): مرتفع بالظرف بلا خلاف بينهم، لأن الظرف جرى خبرا على المبتدأ، وهو (أولئك) واعتمد عليه، فيرتفع ما بعده.
المعنى: (فأوجس في نفسه خيفة موسى) معناه: فأحس موسى، ووجد في نفسه ما يجده الخائف. ويقال: أوجس القلب فزعا أي: أضمر. والسبب في ذلك أنه خاف أن يلتبس على الناس أمرهم، فيتوهموا أنهم فعلوا مثل فعله، ويظنوا المساواة، فيشكوا ولا يتبعونه، عن الجبائي. وقيل. إنه خوف الطباع إذا رأى الانسان أمرا فظيعا، فإنه يحذره ويخافه في أول وهلة. وقيل: إنه خاف أن يتفرق الناس قبل إلقائه العصا، وقبل أن يعلموا ببطلان السحرة، فيبقوا في شبهة. وقيل:
إنه خاف لأنه لم يدر أن العصا إذا انقلبت حية هل تظهر المزية، لأنه لا يعلم أنها تتلقفها، فكان ذلك موضع خوف، لأنها لو انقلبت حية، ولم تتلقف ما يأفكون، ربما ادعوا المساواة لا سيما والأهواء معهم، والدولة لهم. فلما تلقفت زالت الشبهة، وتحقق عند الجميع صحة أمر موسى وبطلان سحره.
(قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى) عليهم بالظفر والغلبة (وألق ما في يمينك) يعني العصاء (تلقف ما صنعوا) أي: تبتلع ما صنعوا فيه من الحبال والعصي، لأن الحبال والعصي أجسام ليست من صنعهم، قالوا: ولما ألقى عصاه صارت حية، وطافت حول الصفوف حتى رآها الناس كلهم، ثم قصدت الحبال والعصي فابتلعتها كلها على كثرتها، ثم أخذها موسى فعادت عصا كما كانت (إنما صنعوا كيد ساحر) أي. إن الذي صنعوه، أو إن صنيعهم كيد ساحر أي: مكره وحيلته (ولا يفلح الساحر) أي: لا يظفر الساحر ببغيته إذ لا حقيقة للسحر (حيث أتى) أي. حيث كان من الأرض. وقيل: لا يفوز الساحر حيث أتى بسحره لأن الحق يبطله.
(فألقي السحرة سجدا) ها هنا محذوف وهو فألقى عصاه، وتلقف ما صنعوا، فألقي السحرة سجدا أي: سجدوا و (قالوا آمنا برب هارون وموسى) أضافوه سبحانه إليهما لدعائهما إليه، وكونهما رسولين له (قال) فرعون للسحرة. (آمنتم له) أي: لموسى. والمعنى قد صدقتم له (قبل أن آذن لكم) أي: من غير إذني، لأنه بلغ من جهله أنه لا يعتقد دين إلا بإذنه. والفرق بين الإذن والأمر. أن في الأمر دلالة على إرادة الآمر الفعل المأمور به، وليس في الإذن ذلك. وقوله. (فإذا حللتم فاصطادوا) إذن، وقوله (أقيموا الصلاة) أمر.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست