responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 111
زائدة. والمعنى: حرام عليهم أنهم ممنوعون من ذلك. وقال الزجاج: تقديره وحرام على قرية أهلكناها أن يتقبل منهم عمل، لأنهم لا يرجعون أي: لا يتوبون أبدا، كما قال سبحانه (ختم الله على قلوبهم) الآية. فعلى هذا يكون حرام خبر مبتدأ محذوف، وهو قوله (أن يتقبل منهم عمل وأنهم لا يرجعون) في موضع نصب، لأنه مفعول له. فأما من قرأ (حرم على قرية): فإنه من حرم فهو حرم أي: قمر ماله، قال زهير:
وإن أتاه خليل يوم مسغبة، * يقول: لا غائب مالي، ولا حرم [1] وأما حرم فمعناه ظاهر. ومن قرأ (أمة) بالرفع جعله بدلا من أمتكم. ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر. و (أمة) منصوبة على الحال. والعامل فيها معنى الإشارة.
وذو الحال الأمة الأولى. وفي الحقيقة الحال الأولى قوله (واحدة) التي هي صفة الأمة، كقوله تعالى (قرآنا عربيا) والتقدير: (إن هذه أمتكم أمة واحدة) أي:
مجتمعة غير متفرقة.
المعنى: ثم عطف سبحانه على ما تقدم بقصة عيسى عليه السلام فقال: (والتي أحصنت فرجها) يعني مريم ابنة عمران أي: واذكر مريم التي حفظت فرجها وحصنته، وعفت وامتنعت من الفساد (فنفخنا فيها من روحنا) أي: أجرينا فيها روح المسيح، كما يجري الهواء بالنفخ. فأضاف الروح إلى نفسه على وجه الملك، تشريفا له في الإختصاص بالذكر. وقيل: إن معناه أمرنا جبرائيل فنفخ في جيب درعها، فخلقنا المسيح في رحمها. (وجعلناها وابنها آية للعالمين) إنما قال آية، ولم يقل آيتين، لأنه في موضع دلالة، فلا يحتاج إلى أن تثنى الآية فيهما، أنها جاءت به من غير فحل، فتكلم في المهد بما يوجب براءة ساحتها من العيب. (إن هذه أمتكم أمة واحدة) أي: هذا دينكم دين واحد، عن ابن عباس ومجاهد والحسن. وأصل الأمة الجماعة التي على مقصد واحد، فجعلت الشريعة أمة واحدة لاجتماعهم بها على مقصد واحد. وقيل: معناه جماعة واحدة في أنها مخلوقة مملوكة لله تعالى أي: فلا تكونوا إلا على دين واحد. قيل: معناه هؤلاء الذين تقدم ذكرهم من الأنبياء، فريقكم الذي يلزمكم الاقتداء بهم في حال اجتماعهم على الحق، كما


[1] قوله (خليل) يعني به المحتاج الفقير المختل الحال. و (مغبة) بمعنى المجاعة. يصف رجلا
بالجود.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست