responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 112
يقال هؤلاء أمتنا أي: فريقنا وموافقونا على مذهبنا.
(وأنا ربكم) الذي خلقكم (فاعبدوني) ولا تشركوا بي شيئا. ثم ذكر اليهود والنصارى بالاختلاف فقال: (وتقطعوا أمرهم بينهم) أي: فرقوا دينهم فيما بينهم، يلعن بعضهم بعضا، ويتبرأ بعضهم من بعض، عن الكلبي وأبن زيد. والتقطع هذا بمنزلة التقطيع. ثم قال مهددا لهم: (كل إلينا راجعون) أي: كل ممن أجتمع وافترق راجع إلى حكمنا في الوقت الذي لا يقدر على الحكم سوانا، فنجازيهم بأعمالهم (فمن يعمل من الصالحات) التقدير: فمن يعمل من الصالحات شيئا، مثل صلة الرحم، ومعونة الضعيف، ونصر المظلوم، والتنفيس عن المكروب، وغير ذلك من أنواع الطاعات (وهو مؤمن) شرط الإيمان لأن هذه الأشياء لو فعلها الكافر لم ينتفع بها عند الله تعالى (فلا كفران لسعيه) أي. فلا جحود لإحسانه في عمله، بل يشكر ويثاب عليه.
(وإنا له كاتبون) أي: نأمر ملائكتنا أن يكتبوا ذلك ويثبتوه، فلا يضيع منه شئ. وقيل: كاتبون أي: ضامنون جزاءه حتى نوفر على عاملها مجموعه. ومنه الكتيبة: لأنه ضم رجال إلى رجال (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) اختلف في معناه على وجوه أحدها أن لا مزيدة، والمعنى: حرام على قرية مهلكة بالعقوبة، أن يرجعوا إلى دار الدنيا، عن الجبائي. وقيل: إن معناه واجب عليها أنها إذا أهلكت لا ترجع إلى دنياها، عن قتادة وعكرمة والكلبي. قال عطا: يريد حتم مني، والمراد: إن الله تعالى كتب على من أهلك أن لا يرجع إلى الدنيا قضاء منه حتما. وفي ذلك تخويف لكفار مكة بأنهم إن عذبوا وأهلكوا، لم يرجعوا إلى الدنيا كغيرهم من الأمم المهلكة. وقد جاء الحرام بمعنى الواجب في شعر الخنساء:
وإن حراما لا أرى الدهر باكيا * على شجوة إلا بكيت على صخر [1] وثانيها: إن معناه حرام على قرية وجدناها هالكة بالذنوب، أن يتقبل منهم عمل، لأنهم لا يرجعون إلى التوبة. وثالثها: إن معناه حرام أن لا يرجعوا بعد الممات، بل يرجعون أحياء للمجازاة، عن أبي مسلم. وروى محمد بن مسلم،


[1] الشجوة: الحزن. وفي نسخة مخطوطة وكذا في اللسان (على عمرو) مكان (على صخر) ونسب
البيت في اللسان إلى عبد الرحمن المحاربي.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست