نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 361
قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا [63] قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا [64]) *. القراءة: قرأ حفص: * (ما أنسانيه) * بضم الهاء، وفي الفتح: * (بما عاهد عليه الله) * بضم الهاء. والباقون بكسر الهاء من غير بلوغ الياء، إلا ابن كثير فإنه يثبت الياء في الوصل. وقد تقدم القول في وجه ذلك. اللغة: لا أبرح: أي لا أزال، ولو كان معناه لا أزول كان محالا، لأنه إذا لم يزل من مكانه، لم يقطع أرضا، قال الشاعر: وأبرح ما أدام الله قومي، رخي البال منتطقا مجيدا [1] أي: لا أزال. والحقب: الدهر والزمان، وجمعه أحقاب. قال الزجاج: والحقب ثمانون سنة. والسرب: المسلك والمذهب، ومعناه في اللغة: المحفور في الأرض، لا نفاذ له، ويقال للذاهب في الأرض: سارب، قال الشاعر: أنى سربت، وكنت غير سروب، وتقرب الأحلام غير قريب [3] والنصب، والوصب، والتعب، نظائر: وهو الوهن الذي يكون على الكد. الاعراب: * (سربا) *: منصوب على وجهين: أحدهما: أن يكون مفعولا ثانيا لأتخذ يقال اتخذت طريقي مكان كذا، واتخذت طريقي في السرب. والآخر: أن يكون مصدرا يدل عليه اتخذ سبيله في البحر، فكأنه قال فسرب الحوت سربا. وقوله * (أن اذكره) *: في موضع نصب بدل من الهاء في * (أنسانيه) *، والمعنى: وما أنساني أن أذكره إلا الشيطان. و * (عجبا) *: منصوب على وجهين: أحدهما: أن يكون على قول يوشع اتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا والآخر: أن يكون قال يوشع واتخذ سبيله في البحر، فأجابه موسى عليه السلام فقال عجبا، فكأنه قال أعجب عجبا.
[1] قائله خداش بن زهير وفي رواية الأشموني: (بحمد الله منتطقا ا ه). ومنتطقا أي: لا يزال بجنب فرسه الجواد من قولهم جاء فلان منتطقا فرسه: إذا جنبه ولم يركبه. وقيل: أراد انه لا يزال ينطق القول.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 361