responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 152
المساجد لله، فلا تدعوا مع الله أحدا سوى الله، عن الخليل. والمعنى لا تذكروا مع الله في المواضع التي بنيت للعبادة والصلاة، أحدا على وجه الإشراك في عبادته، كما تفعل النصارى في بيعهم، والمشركون في الكعبة. قال الحسن: من السنة عند دخول المساجد أن يقال: لا إله إلا الله، لا أدعو مع الله أحدا. وقيل: المساجد مواضع السجود من الانسان، وهي: الجبهة، والكفان، وأصابع الرجلين، وعينا الركبتين، وهي لله تعالى إذ خلقها، وأنعم بها، فلا ينبغي أن يسجد بها لأحد سوى الله تعالى، عن سعيد بن جبير، والزجاج، والفراء. وروي أن المعتصم سأل أبا جعفر بن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قوله تعالى (وأن المساجد لله) فقال: هي الأعضاء السبعة التي يسجد عليها. وقيل: إن المراد بالمساجد البقاع كلها، وذلك لأن الأرض كلها جعلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مسجدا، عن الحسن. وقال سعيد بن جبير:
قالت الجن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: كيف لنا أن نأتي المسجد، ونشهد معك الصلاة، ونحن ناؤون عنك؟ فنزلت الآية. وروي عن الحسن أيضا أن المساجد الصلوات، وهي لله. والمراد أخلصوا لله العبادة وأقروا له بالتوحيد، ولا تجعلوا فيها لغير الله نصيبا.
(وأنه لما قام عبد الله) يريد به محمدا (يدعوه) بقول لا إله إلا الله، ويدعو إليه، ويقرأ القرآن (كادوا يكونون عليه لبدا) أي: كاد الجن يركب بعضهم بعضا، يزدحمون عليه حرصا منهم على استماع القرآن، عن ابن عباس، والضحاك. وقيل: هو من قول الجن لأصحابهم حين رجعوا إليهم، والمراد إن أصحاب النبي يتزاحمون عليه لاستماع القرآن منه، يود كل واحد منهم أن يكون أقرب من صاحبه، فيتلبد بعضهم على بعض، عن سعيد بن جبير. وقيل: هو من جملة ما أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما كان من حرص الجن على استماع القرآن. وقيل: معناه أنه لما دعا قريشا إلى التوحيد، كادوا يتراكبون عليه بالزحمة، جماعات متكاثرات، ليزيلوه بذلك عن الدعوة، وأبى الله إلا أن ينصره ويظهره على من ناواه، عن قتادة والحسن. وعلى هذا فيكون ابتداء كلام (قل إنما ادعوا ربي ولا أشرك به أحدا) وذلك أنهم قالوا للنبي: إنك جئت بأمر عظيم لم يسمع مثله، فارجع عنه. فأجابهم بهذا، عن مقاتل، وأمره سبحانه بأن يجيبهم بهذا.
فقال: (قل إنما أدعو ربي) وهذا يعضد قول الحسن وقتادة، لأنه كالذم لهم على ذلك.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست