responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 151
(وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) هذا ابتداء حكم من الله سبحانه، أي لو استقام الإنس والجن على طريقة الإيمان، عن ابن عباس، والسدي. وقيل: أراد مشركي مكة أي لو آمنوا واستقاموا على الهدى، لأسقيناهم ماء كثيرا من السماء، وذلك بعد ما رفع ماء المطر عنهم سبع سنين، عن مقاتل. وقيل:
لو آمنوا واستقاموا لوسعنا عليهم في الدنيا، وضرب الماء الغدق مثلا، لأن الخير كله والرزق يكون في المطر، وهذا كقوله: (ولو أنهم أقاموا التوراة)، إلى قوله:
(لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم)، وقوله: (لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) وقيل معناه لو استقاموا على طريقة الكفر، فكانوا كفارا كلهم لأعطيناهم مالا كثيرا، ولوسعنا عليهم تغليظا للمحنة في التكليف، ولذلك قال: (لنفتنهم فيه) أي لنختبرهم بذلك، عن الفراء، وهو قول الربيع والكلبي والثمالي وأبي مسلم وابن مجلز ودليله: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم) الآية.
وقيل: لنفتنهم معناه لنعاملهم معاملة المختبر في شدة التعبد بتكليف الانصراف عما تدعو شهواتهم إليه. وفي ذلك المحنة الشديدة وهي الفتنة. والمثوبة على قدر المشقة في الصبر عما تدعو إليه الشهوات. وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال في هذه الآية: أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة. وقيل: معناه لنختبرهم كيف يكون شكرهم للنعم، عن سعيد بن المسيب وقتادة ومقاتل والحسن.
والأولى أن تكون الاستقامة على الطريقة محمولة على الاستقامة في الدين والإيمان، لأنها لا تطلق إلا على ذلك، ولأنها في موضع التلطف والاستدعاء إلى الإيمان، والحث على الطاعة. وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قول الله (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال: هو والله ما أنتم عليه، ولو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا. وعن بريد العجلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: معناه لأفدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة.
ثم قال سبحانه على وجه التهديد والوعيد: (ومن يعرض عن ذكر ربه) أي ومن يعدل عن الفكر فيما يؤديه إلى معرفة الله، وتوحيده، والإخلاص في عبادته.
وقيل: عن شكر الله وطاعته (يسلكه عذابا صعدا) أي يدخله عذابا شاقا شديدا متصعدا في العظم، وإنما قال (يسلكه) لأنه تقدم ذكر الطريقة. وقيل: معناه عذابا ذا صعد أي ذا مشقة (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) تقديره: ولأن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست