responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 142
سقفا من فضة).
واما قوله (وأن المساجد لله)، فزعم سيبويه أن المفسرين حملوه على أوحي كأنه أوحي إلي أن المساجد لله. ومذهب الخليل أنه على قوله ولأن المساجد لله، فلا تدعوا... كما أن قوله (وأن هذه أمتكم) على قوله (ولأن هذه أمتكم أمة واحدة) (وأنا ربكم فاعبدون) أي: لهذا فاعبدون. ومثله في قول الخليل: (لإيلاف قريش) كأنه قال: لهذا فليعبدوا. قال سيبويه ولو قرأ (وإن المساجد) بالكسر لكان جيدا. فأما قوله: (وأنه لما قام عبد الله) فإنه على (أوحي إلي) ويكون أن يقطع من قوله (أوحي)، ويستأنف به، كما جوز سيبويه القطع من أوحي في قوله (وإن المساجد لله). وعلى هذا يحمل قراءة من كسر (إن) من قوله (وأنه لما قام عبد الله).
ومن قرأ كل ذلك بالفتح فإنه للحمل على أوحي، ويجوز أن يكون على غيره، كما حمل المفسرون (وأن المساجد لله) على الوحي، وحمله الخليل على ما ذكرناه عنه. فأما ما جاء من ذلك بعد قول فحكاية كما حكى قوله قال الله: (إني منزلها عليكم) وكذلك ما بعد فاء الجزاء، لأن ما بعد فاء الجزاء موضع ابتداء، ولذلك حمل سيبويه: (ومن عاد فينتقم الله منه). (ومن كفر فأمتعه). (فمن يؤمن بربه فلا يخاف) على أن الابتداء فيها مضمر، ومثل ذلك في هذه السورة: (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم).
ومن قرأ (لن تقول). فيكون قوله (كذبا) منصوبا على المصدر من غير حذف موصوف، وذلك أن لن تقول في معنى تكذب، فجرى مجرى تبسمت وميض البرق [1]، فإنه منصوب بفعل مضمر دل عليه تبسمت أي: أومضت، فكأنه قال: إن لن تكذب الإنس والجن على الله كذبا. قال ابن جني: ومن رأي أن ينتصب وميض البرق بنفس تبسمت، لأنه في معنى أومضت نصب أيضا كذبا بنفس تقول لأنه بمعنى كذب. ومن قرأ (أن لن تقول) على وزن تقوم، فإن كذبا وصف مصدر محذوف، أي قولا كذبا. فكذبا ههنا وصف لا مصدر كما في قوله: (وجاءوا على قميصه بدم كذب) أي كاذب. فإن جعلته ههنا مصدرا نصبته نصب المفعول به أي: لن تقول كذبا، كقولك: قلت حقا، وقلت شعرا. ولا يحسن أن تجعله مع تقول وصفا أي:


[1] وميض البرق: لمعانه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست