[ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا [125]] وهو مؤمن: حال شرط اقتران العمل بها، في استدعاء الثواب المذكور، تنبيها على أنه لا اعتداد به دونه. فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا: بنقص شئ من الثواب. وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر " يدخلون الجنة " هنا وفي مريم (وغافر) [1] بضم الياء وفتح الخاء، والباقون بفتح الياء وضم الخاء. ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه الله: أخلص نفسه لله، لا يعرف لها ربا سواه. وقيل: بذل وجهه له في السجود. وفي الاستفهام تنبيه على أن ذلك ما يبلغه القوة البشرية. وهو محسن: آت بالحسنات تارك للسيئات. وفي مجمع البيان: وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن الاحسان؟ فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك؟. واتبع ملة إبراهيم: الموافقة لدين الاسلام، المتفق على صحتها، يعني اقتد بدينه وسيرته وطريقته. حنيفا: مائلا عن سائر الأديان، وهو حال من المتبع، أو من الملة، أو إبراهيم. وفي تفسير علي بن إبراهيم، قال: هي العشرة التي جاء بها إبراهيم التي لم تنسخ إلى يوم القيامة [3].
[1] في النسخة - أ: (وابن عامر) والظاهر أنه تصحيف والصحيح ما أثبتناه. [2] مجمع البيان: ج 3 ص 116 في نقل المعنى لآية 125 من سورة النساء. [3] تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 153 س 6 في تفسيره لآية 25 من سورة النساء.