responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 306

ويمكن أن يفهم من قوله : « وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ » الإحاطة بالفعل دون الإحاطة الاستقبالية كما تهدي إليه الآيات الدالة على تجسم الأعمال.

قوله تعالى : « إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ » المراد بالحسنة والسيئة بقرينة السياق ما تتعقبه الحروب والمغازي لأهلها من حسنة الفتح والظفر والغنيمة والسبي ، ومن سيئة القتل والجرح والهزيمة.

وقوله : « يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ » كناية عن الاحتراز عن الشر قبل وقوعه كأن أمرهم كان خارجا من أيديهم فأخذوه وقبضوا وتسلطوا عليه فلم يدعوه يفسد ويضيع.

فمعنى الآية إن هؤلاء المنافقين هواهم عليك : إن غنمت وظفرت في وجهك هذا ساءهم ذلك ، وإن قتلت أو جرحت أو أصبت بأي مصيبة أخرى قالوا قد احترزنا عن الشر من قبل وتولوا وهم فرحون.

وقد أجاب الله سبحانه عن ذلك بجوابين اثنين في آيتين : قوله : « قُلْ لَنْ يُصِيبَنا » إلخ وقوله : « قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ » إلخ.

قوله تعالى : « قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » محصله أن ولاية أمرنا إنما هي لله سبحانه فحسب ـ على ما يدل عليه قوله : « هُوَ مَوْلانا » من الحصر ـ لا إلى أنفسنا ولا إلى شيء من هذه الأسباب الظاهرة ، بل حقيقة الأمر لله وحده وقد كتب كتابة حتم ما سيصيبنا من خير أو شر أو حسنة أو سيئة ، وإذا كان كذلك فعلينا امتثال أمره والسعي لإحياء أمره والجهاد في سبيله ولله المشية فيما يصيبنا في ذلك من حسنة أو سيئة فما على العبيد إلا ترك التدبير وامتثال الأمر وهو التوكل.

وبذلك يظهر : أن المراد بقوله : « وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » ليس كلاما مستأنفا بل معطوف على ما قبله متمم له ، والمعنى أن ولاية أمرنا لله ونحن مؤمنون به ، ولازمه أن نتوكل عليه ونرجع الأمر إليه من غير أن نختار لأنفسنا شيئا من الحسنة والسيئة فلو أصابتنا حسنة كان المن له وإن أصابتنا سيئة كانت المشية والخيرة له ، ولا لوم علينا ولا شماتة تتعلق بنا ، ولا حزن ولا مساءة يطرأ على قلوبنا.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست