responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 207

تنهى عن تولي الجميع غير أن ظاهر لفظ الآية النهي عن اتخاذ الآباء والإخوان أولياء إن استحبوا الكفر ورجحوه على الإيمان.

وإنما ذكر الآباء والإخوان دون الأبناء والأزواج مع كون القبيلين وخاصة الأبناء محبوبين عندهم كالآباء والإخوان لأن التولي يعطي للولي أن يداخل أمور وليه ويتصرف في بعض شئون حياته ، وهذا هو المحذور الذي يستدعي النهي عن تولي الكفار حتى لا يداخلوا في أمورهم الداخلية ولا يأخذوا بمجامع قلوبهم ، ولا يكف المؤمنون ولا يستنكفوا عن الإقدام فيما يسوؤهم ويضرهم ، ومن المعلوم أن النساء والذراري لا يترقب منهم هذا الأثر السيئ إلا بواسطة ، فلذلك خص النهي عن التولي بالآباء والإخوان فهم الذين يخاف نفوذهم في قلوب المؤمنين وتصرفهم في شئونهم.

وقد ورد النهي عن اتخاذ الكفار أولياء في مواضع من كلامه تقدم بعضها في سورة المائدة وآل عمران والنساء والأعراف وفيها إنذار شديد وتهديدات بالغة كقوله تعالى : « وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ » المائدة : ـ ٥١ ، وقوله : « وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ » : آل عمران : ـ ٢٨ ، وقوله : « وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ » آل عمران : ـ ٢٨ ، وقوله : « أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً » النساء : ـ ١٤٤.

وأنذرهم في الآية التي نحن فيها بقوله : « ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون » ولم يقل : « ومن يتولهم منكم فإنه منهم » إذ من الجائز أن يتوهم بعض هؤلاء أنه منهم لأنهم آباؤه وإخوانه فلا يؤثر فيه التهديد أثرا جديدا يبعثه نحو رفض الولاية.

وكيف كان فقوله : « وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ » بما في الجملة من المؤكدات كاسمية الجملة ، ودخول اللام على الخبر وضمير الفصل يفيد تحقق الظلم منهم واستقراره فيهم ، وقد كرر الله في كلامه أن الله لا يهدي القوم الظالمين ، وقال في نظير الآية من سورة المائدة : « وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ » فهؤلاء محرومون من الهداية الإلهية لا ينفعهم شيء من أعمالهم الحسنة في جلب السعادة إليهم ، والسماحة بالفوز والفلاح عليهم.

قوله تعالى : « قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ » إلى آخر الآية التفت من مخاطبتهم إلى مخاطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إيماء إلى الإعراض عنهم لما يستشعر من حالهم أن

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست