نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 8 صفحه : 278
الكلام الجاري ، وسياقها سياق خارج عن سياق هذه القطعة المتعرضة للمشافهة
والمناجاة بين موسى وبينه تعالى راجع إلى السياق الأصلي السابق الذي هو سياق
المتكلم مع الغير.
فبتبديل « والذين
هم بآياتي يؤمنون » إلى قوله : « وَالَّذِينَ
هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ »يتصل الآية التالية بسابقتها في السياق بنحو لطيف فافهم
ذلك وتدبر فيه فإنه من أعجب السياقات القرآنية.
قوله
تعالى : « الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ »ـ إلى قوله ـ « كانَتْ عَلَيْهِمْ ». قال الراغب في المفردات : الإصر
عقد الشيء وحبسه بقهره
يقال : أصرته فهو مأصور ، والمأصر والمأصر ـ
بفتح الصاد وكسرها ـ محبس
السفينة ، قال تعالى : « وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ »أي الأمور التي تثبطهم وتقيدهم عن الخيرات ، وعن الوصول
إلى الثوابات ، وعلى ذلك : « وَلا
تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً »، وقيل ثقلا وتحقيقه ما ذكرت. ( انتهى ) والأغلال
جمع غل وهو ما يقيد به.
وقوله : « الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَ »الآية بحسب ظاهر السياق بيان لقوله : « وَالَّذِينَ هُمْ
بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ »ويؤيده ما هو ظاهر الآية أن كونه صلىاللهعليهوآله رسولا نبيا أميا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويحل
لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم كل
ذلك من أمارات النبوة الخاتمية وآياتها المذكورة لهم في التوراة والإنجيل فمن
الإيمان بآيات الله الذي شرطه الله تعالى لهم في كلامه : أن يؤمنوا بالآيات
المذكورة لهم أمارات لنبوة محمد صلىاللهعليهوآله.
غير أن من
المسلم الذي لا مرية فيه أن الرحمة التي وعد الله كتابته لليهود بشرط التقوى
والإيمان بآيات الله ليست بحيث تختص بالذين آمنوا منهم بالنبي صلىاللهعليهوآله ، ويحرم عنها صالحو بني إسرائيل من لدن أجاب الله دعوة
موسى عليهالسلام إلى أن بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآله فآمن به شرذمة قليلة من اليهود ، فإن ذلك مما لا ينبغي
توهمه أصلا. فبين موسى وعيسى عليهالسلام ، وكذا بعد عيسى عليهالسلام ممن آمن به من بني إسرائيل جم غفير من المؤمنين الذين
آمنوا بالدعوة الإلهية فقبل الله منهم إيمانهم ووعدهم بالخير ، والكلام
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 8 صفحه : 278