قوله تعالى : «
وَإِلى
ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً »إلى آخر الآية. ثمود أمة قديمة من العرب سكنوا أرض اليمن
بالأحقاف بعث الله إليهم « أَخاهُمْ
صالِحاً »وهو منهم فـ « قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ
إِلهٍ غَيْرُهُ »دعاهم إلى التوحيد وقد كانوا مشركين يعبدون الأصنام على
النحو الذي دعا نوح وهود عليهالسلام قومهما المشركين.
وقوله : « قَدْ جاءَتْكُمْ
بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ »أي شاهد قاطع في شهادته ويبينه قوله بالإشارة إلى نفس
البينة : « هذِهِ
ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً »وهي الناقة التي أخرجها الله لهم من الجبل آية لنبوته
بدعائه عليهالسلام ، وهي العناية في إضافة الناقة إلى الله سبحانه.
وقوله : « فَذَرُوها تَأْكُلْ
فِي أَرْضِ اللهِ »الآية. تفريع على كون الناقة آية لله ، وحكم لا يخلو عن
تشديد عليهم يستتبع كلمة العذاب التي تفصل بين كل رسول وأمته قال تعالى : « وَلِكُلِّ أُمَّةٍ
رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا
يُظْلَمُونَ »: يونس : ٤٧ ، وفي الآية تلويح إلى أن تخليتهم الناقة
وشأنها في الأكل والسير في الأرض كانت مما يشق عليهم فكانوا يتحرجون من ذلك ، وفي
قوله : « فِي أَرْضِ
اللهِ »إيماء إليه فوصاهم وحذرهم أن يمنعوها من إطلاقها ويمسوها
بسوء كالعقر والنحر فإن وبال ذلك عذاب أليم يأخذهم.
قوله
تعالى : « وَاذْكُرُوا إِذْ
جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ »إلى آخر الآية. دعاهم إلى أن يذكروا نعم الله عليهم كما
دعا هود عادا إلى ذلك ، وذكرهم أن الله جعلهم خلفاء يخلفون أمما من قبلهم كعاد ،
وبوأهم من الأرض أي مكنهم في منازلهم منها ، يتخذون
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 8 صفحه : 181