نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 305
الحق سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ، ولا ترفع فيه الأصوات ،
ولا يؤبن فيه الحرم ، ولا تثنى فلتاته ، متعادلين ، متواصلين فيه بالتقوى ،
متواضعين ، يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب.
فقلت : كيف
كانت سيرته صلىاللهعليهوآله في جلسائه؟ فقال عليهالسلام : كان صلىاللهعليهوآله دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا
غليظ ـ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ، ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ، فلا يؤيس
منه ولا يخيب منه مؤمليه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار وما لا يعنيه ،
وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيره ، ولا يطلب عثراته ولا عورته ،
ولا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رءوسهم الطير ، فإذا
سكت تكلموا ، ولا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم
عنده حديث أوليتهم ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب
على الجفوة في مسألته ومنطقه ـ حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم ، ويقول : إذا رأيتم
طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد
كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.
قال : فسألته
عن سكوت رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فقال عليهالسلام كان سكوته صلىاللهعليهوآله على أربع : على الحلم والحذر والتقدير والتفكير : فأما
التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى ،
وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه ، وجمع له الحذر في أربع :
أخذه بالحسن ليقتدي به ، وتركه القبيح لينتهي عنه ، واجتهاده الرأي في صلاح أمته ،
والقيام فيما جمع له خير الدنيا والآخرة :.
أقول
: ورواه في
مكارم الأخلاق نقلا من كتاب محمد بن إسحاق بن إبراهيم الطالقاني بروايته عن ثقاته
عن الحسن والحسين عليهالسلام ؛ قال في البحار : والرواية من الأخبار المشهورة روته
العامة في أكثر كتبهم ، انتهى.
وقد روي في
معناها أو معنى بعض أجزائها روايات كثيرة عن الصحابة.
قوله : « المربوع » الذي بين الطويل
والقصير ، والمشذب الطويل الذي لا كثير
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 305