نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 304
إليه ـ فسألته عنه فوجدته قد سأل أباه عليهالسلام ـ عن مدخل النبي صلىاللهعليهوآله ومخرجه ومجلسه وشكله ـ فلم يدع منه شيئا.
قال الحسين عليهالسلام قد سألت أبي عليهالسلام عن مدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فقال : كان دخوله في نفسه مأذونا له في ذلك ، فإذا آوى إلى منزله جزأ
دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثم جزأ جزءه بينه وبين
الناس ـ فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، ولا يدخر عنهم منه شيئا.
وكان من سيرته صلىاللهعليهوآله في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بأدبه ، وقسمه على قدر
فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل
بهم ، ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم ، وبإخبارهم بالذي ينبغي ، ويقول
: ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته ـ فإنه من
أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ـ ثبت الله قدميه يوم القيامة ، لا يذكر
عنده إلا ذلك ، ولا يقبل من أحد غيره ، يدخلون روادا ، ولا يفترقون إلا عن ذواق
ويخرجون أدلة.
وسألته عن مخرج
رسول الله صلىاللهعليهوآله كيف كان يصنع فيه؟ فقال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخزن لسانه إلا عما كان يعنيه ، ويؤلفهم ولا ينفرهم ،
ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم ـ من غير أن يطوي عن
أحد بشره ولا خلقه ، ويتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عن الناس ، ويحسن الحسن ويقويه ،
ويقبح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ويميلوا ،
ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمهم
نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة.
قال عليهالسلام فسألته عن مجلسه صلىاللهعليهوآله فقال : كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، لا يوطن
الأماكن وينهى عن إيطانها ـ وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ـ ويأمر
بذلك ، ويعطي كل جلسائه نصيبه ، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه ،
من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف ، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من
القول ، قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أبا ، وكانوا عنده في
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 304