نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 111
قوله
تعالى : « (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ
ـ إلى قوله ـ
أَوْ
تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) ، الكفارة هي العمل الذي يستر به مساءة المعصية بوجه ، من الكفر بمعنى
الستر ، قال تعالى : «
نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ » : النساء : ٣١ ، قال الراغب : والكفارة ما يغطي الإثم
ومنه كفارة اليمين ، انتهى.
وقوله : « فَكَفَّارَتُهُ » تفريع على اليمين باعتبار مقدر هو نحو من قولنا : فإن
حنثتم فكفارته كذا ، وذلك لأن في لفظ الكفارة دلالة على معصية تتعلق به الكفارة ،
وليست هذه المعصية هي نفس اليمين ، ولو كان كذلك لم يورد في ذيل الآية قوله : « وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ
» إذ لا معنى
لحفظ ما فيه معصية فالكفارة إنما تتعلق بحنث اليمين لا بنفسها.
ومنه يظهر أن
المؤاخذة المذكورة في قوله : «
وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ » هي المؤاخذة على حنث اليمين لا على نفس إيقاعها ،
وإنما أضيفت إلى اليمين لتعلق متعلقها ـ أعني الحنث ـ بها ، فقوله : « فَكَفَّارَتُهُ » متفرع على الحنث المقدر لدلالة قوله : « (يُؤاخِذُكُمُ) ، إلخ ، عليه ، ونظير هذا البيان جار في قوله : « ذلِكَ كَفَّارَةُ
أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ » وتقديره : إذا حلفتم وحنثتم.
وقوله : « إِطْعامُ عَشَرَةِ
مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ
تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ » خصال ثلاث يدل الترديد على تعيين إحداها عند الحنث من غير جمع ، ويدل
قوله بعده : « فَمَنْ
لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ » على كون الخصال المذكورة تخييرية من غير لزوم مراعاة
الترتيب الواقع بينها في الذكر ، وإلا لغا التفريع في قوله : « فَمَنْ لَمْ يَجِدْ » « إلخ » ، وكان المتعين بحسب اقتضاء السياق أن يقال :
أو صيام ثلاثة أيام.
وفي الآية
أبحاث فرعية كثيرة مرجعها علم الفقه.
قوله
تعالى : « ذلِكَ كَفَّارَةُ
أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ » تقدم أن الكلام في تقدير : إذا حلفتم وحنثتم ، وفي
قوله : « ذلِكَ
كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ » وكذا في قوله : «
كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ » نوع التفات ورجوع من خطاب المؤمنين إلى خطاب النبي صلىاللهعليهوآله ، ولعل النكتة فيه أن الجملتين جميعا من البيان الإلهي
للناس إنما هو بوساطة النبي صلىاللهعليهوآله فكان في ذلك حفظا لمقامه صلىاللهعليهوآله في بيان ما أوحي إليه للناس كما قال تعالى : « (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 111