نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 26
كانوا يتثاقلون في أمر الجهاد ويكرهون القتال فقاتل أنت يا رسول الله بنفسك
، ولا يشق عليك تثاقلهم ومخالفتهم لأمر الله سبحانه فإن تكليف غيرك لا يتوجه إليك
، وإنما يتوجه إليك تكليف نفسك لا تكليفهم ، وإنما عليك في غيرك أن تحرضهم فقاتل ( وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ
يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ). وقوله « لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ » أي لا تكلف أنت شيئا إلا عمل نفسك فالاستثناء بتقدير
مضاف.
وقوله « عَسَى اللهُ أَنْ
يَكُفَّ » (إلخ) قد
تقدم أن « عسى » تدل على الرجاء أعم من أن يكون ذلك الرجاء قائما بنفس المتكلم أو
المخاطب أو بمقام التخاطب فلا حاجة إلى ما ذكروه من أن « عسى » من الله حتم.
وفي الآية
دلالة على زيادة تعيير من الله سبحانه للمتثاقلين من الناس حيث أدى تثاقلهم إلى أن
أمر الله نبيه بالقيام بالقتال بنفسه ، وأن يعرض عن المتثاقلين ولا يلح عليهم
بالإجابة ويخليهم وشأنهم ، ولا يضيق بذلك صدره فليس عليه إلا تكليف نفسه وتحريض
المؤمنين أطاع من أطاع ، وعصى من عصى.
بحث روائي
في الكافي ،
بإسناده عن محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إن الله عير أقواما بالإذاعة في قوله عز وجل : « وَإِذا جاءَهُمْ
أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ » فإياكم والإذاعة.
وفيه ، بإسناده
عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال الله عز وجل : « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » ، وقال « وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى
أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ، لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ » فرد أمر الناس إلى أولي الأمر منهم ، الذين أمر
بطاعتهم والرد إليهم.
أقول والرواية
تؤيد ما قدمناه من أن المراد بأولي الأمر في الآية الثانية هم المذكورون في الآية
الأولى.
وفي تفسير
العياشي ، عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليهالسلام : في قوله « وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى
أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ » قال : هم الأئمة.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 26