نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 356
وقوله : « وَكانَ اللهُ بِهِمْ
عَلِيماً » تمهيد لما في
الآية التالية من البيان ، والأمس لهذه الجملة بحسب المعنى أن تكون حالا.
قوله تعالى : « إِنَّ اللهَ لا
يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ » الآية. المثقال هو الزنة ، والذرة هو الصغير من النمل الأحمر ، أو هو الواحد من الهباء
المبثوث في الهواء الذي لا يكاد يرى صغرا. وقوله : ( مِثْقالَ ذَرَّةٍ ) نائب مناب المفعول المطلق أي لا يظلم ظلما يعدل مثقال
ذرة وزنا.
وقوله : ( وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً ) ، قرئ برفع حسنة وبنصبها فعلى تقدير الرفع كان تامة ،
وعلى تقدير النصب تقديره : وإن تكن المثقال المذكور حسنة يضاعفها ، وتأنيث الضمير
في قوله : ( إِنْ تَكُ ) إما من جهة تأنيث الخبر أو لكسب المثقال التأنيث
بالإضافة إلى ذرة.
والسياق يفيد
أن تكون الآية بمنزلة التعليل للاستفهام السابق ، والتقدير : ومن الأسف عليهم أن
لم يؤمنوا ولم ينفقوا فإنهم لو آمنوا وأنفقوا والله عليم بهم لم يكن الله ليظلمهم
في مثقال ذرة أنفقوها بالإهمال وترك الجزاء ، وإن تك حسنة يضاعفها. والله أعلم.
قوله تعالى : « فَكَيْفَ إِذا جِئْنا
مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ » الآية. قد تقدم بعض الكلام في معنى الشهادة على
الأعمال في تفسير قوله تعالى : ( لِتَكُونُوا شُهَداءَ
عَلَى النَّاسِ ) : « البقرة : ١٤٣ » من الجزء الأول من هذا الكتاب ،
وسيجيء بعض آخر في محله المناسب له.
قوله تعالى : « يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ » الآية. نسبة المعصية إلى الرسول يشهد أن المراد بها
معصية أوامره صلىاللهعليهوآله الصادرة عن مقام ولايته لا معصية الله تعالى في أحكام
الشريعة ، وقوله : ( لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ
الْأَرْضُ ) كناية عن الموت بمعنى بطلان الوجود نظير قوله تعالى : ( وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ
تُراباً ) : « النبأ : ٤٠ ».
وقوله : « وَلا يَكْتُمُونَ
اللهَ حَدِيثاً » ظاهر السياق أنه معطوف على موضع قوله : ( يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا ) وفائدته الدلالة بوجه على ما يعلل به تمنيهم الموت ،
وهو أنهم بارزون يومئذ لله لا يخفى عليه منهم شيء لظهور حالهم عليه تعالى بحضور
أعمالهم ، وشهادة أعضائهم وشهادة الأنبياء والملائكة وغيرهم عليهم ، والله من
ورائهم محيط
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 356