نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 73
في قصورهم الذاتي عن
أداء حق الربوبية ، وهذا نوع آخر أدق من الجميع.
ومن هنا يظهر أولاً : أن للقرآن مراتب من
المعاني المرادة بحسب مراتب أهله ومقاماتهم ، وقد صور الباحثون عن مقامات الإيمان والولاية
من معانيه ما هو أدق مما ذكرناه.
وثانياً
: أن الظهر والبطن أمران نسبيان ، فكل ظهر
بطن بالنسبة إلى ظهره وبالعكس كما يظهر من الرواية التالية.
وفي تفسير العياشي عن جابر قال : سألت أبا
جعفر عليهالسلام عن شيء من تفسير
القرآن فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر ، فقلت : جعلت فداك كنت أجبت في المسألة
بجواب غير هذا قبل اليوم ! فقال : يا جابر إن للقرآن بطناً وللبطن بطن ، وظهراً وللظهر
ظهر ، يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القران ، إن الآية تكون أولها
في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف على وجوه.
وفيه أيضاًً عنه عليهالسلام في حديث قال : ولو أن الآية إذا نزلت في
قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقى من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوله
على آخره ما دامت السموات والأرض ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر.
وفي المعاني عن حمران بن أعين قال : سألت
أبا جعفر عليهالسلام عن ظهر القرآن
وبطنه فقال : ظهره الذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه الذين عملوا بأعمالهم ، يجري فيهم
ما نزل في اولئك.
وفي تفسير الصافي عن عليّ عليهالسلام : ما من آية إلا ولها أربعة معان : ظاهر
وباطن وحد ومطلع ، فالظاهر التلاوة ، والباطن الفهم ، والحد هو أحكام الحلال والحرام
، والمطلع هو مراد الله من العبد بها.
أقول
: المراد بالتلاوة ظاهر مدلول اللفظ بدليل
أنه عليهالسلام عده من المعاني
، فالمراد بالفهم في تفسيره الباطن ما هو في باطن الظاهر من المعنى ، والمراد بقوله
: هو أحكام الحلال والحرام ظاهر المعارف المتلقاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها
في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا ، او الحد والمطلع نسبيان كما أن الظاهر والباطن
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 73