responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 370

( بيان )

امتنان على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بإعطائه الكوثر وتطييب لنفسه الشريفة بأن شانئه هو الأبتر ، وهي أقصر سورة في القرآن وقد اختلفت الروايات في كون السورة مكية أو مدنية ، والظاهر أنها مكية ، وذكر بعضهم أنها نزلت مرتين جمعا بين الروايات.

قوله تعالى : « إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ » قال في المجمع ، الكوثر فوعل وهو الشيء الذي من شأنه الكثرة ، والكوثر الخير الكثير ، انتهى.

وقد اختلفت أقوالهم في تفسير الكوثر اختلافا عجيبا فقيل : هو الخير الكثير ، وقيل نهر في الجنة ، وقيل : حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة أو في المحشر ، وقيل : أولاده وقيل : أصحابه وأشياعه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم القيامة ، وقيل : علماء أمته صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل القرآن وفضائله كثيرة ، وقيل النبوة وقيل : تيسير القرآن وتخفيف الشرائع وقيل : الإسلام وقيل التوحيد ، وقيل : العلم والحكمة ، وقيل : فضائله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل المقام المحمود ، وقيل : هو نور قلبه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى غير ذلك مما قيل ، وقد نقل عن بعضهم أنه أنهى الأقوال إلى ستة وعشرين.

وقد استند في القولين الأولين إلى بعض الروايات ، وباقي الأقوال لا تخلو من تحكم وكيفما كان فقوله في آخر السورة : « إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ » وظاهر الأبتر هو المنقطع نسله وظاهر الجملة أنها من قبيل قصر القلب ـ أن كثرة ذريته صلى‌الله‌عليه‌وآله هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو المراد بها الخير الكثير وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير ولو لا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله : « إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ » خاليا عن الفائدة.

وقد استفاضت الروايات أن السورة إنما نزلت فيمن عابه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالبتر بعد ما مات ابناه القاسم وعبد الله ، وبذلك يندفع ما قيل : إن مراد الشانئ بقوله : « الْأَبْتَرُ » المنقطع عن قومه أو المنقطع عن الخير فرد الله عليه بأنه هو المنقطع من كل خير.

ولما في قوله : « إِنَّا أَعْطَيْناكَ » من الامتنان عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله جيء بلفظ المتكلم مع الغير الدال على العظمة ، ولما فيه من تطييب نفسه الشريفة أكدت الجملة بإن وعبر بلفظ الإعطاء الظاهر في التمليك.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست