تذكر السورة
إنزال القرآن في ليلة القدر وتعظم الليلة بتفضيلها على ألف شهر وتنزل الملائكة
والروح فيها ، والسورة تحتمل المكية والمدنية ولا يخلو بعض [١] ما روي في سبب
نزولها عن أئمة أهل البيت عليهالسلام وغيرهم من تأييد لكونها مدنية.
قوله
تعالى : « إِنَّا أَنْزَلْناهُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ » ضمير «
أَنْزَلْناهُ » للقرآن وظاهره جملة الكتاب العزيز لا بعض آياته ويؤيده التعبير بالإنزال
الظاهر في اعتبار الدفعة دون التنزيل الظاهر في التدريج.
وفي معنى الآية
قوله تعالى : «
وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ
» الدخان : ٣ وظاهره
الإقسام بجملة الكتاب المبين ثم الإخبار عن إنزال ما أقسم به جملة.
فمدلول الآيات
أن للقرآن نزولا جمليا على النبي صلىاللهعليهوآله غير نزوله التدريجي الذي تم في مدة ثلاث وعشرين سنة كما
يشير إليه قوله : «
وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ
تَنْزِيلاً » إسراء : ١٠٦ وقوله : « وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ
عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ
وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً » الفرقان : ٣٢.
فلا يعبأ بما
قيل : إن معنى قوله : «
أَنْزَلْناهُ » ابتدأنا بإنزاله والمراد إنزال بعض القرآن.
[١] وهو ما دل على
أن السورة بعد رؤيا النبي صلىاللهعليهوآله
أن بني أمية يصعدون منبره فاغتم فسلاه الله بها.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 330