أقول
: وفي رواية :
أن الذي ألقاه جبريل سورة الحمد.
والقصة لا تخلو
من شيء وأهون ما فيها من الإشكال شك النبي صلىاللهعليهوآله في كون ما شاهده وحيا إلهيا من ملك سماوي ألقى إليه
كلام الله وتردده بل ظنه أنه من مس الشياطين بالجنون ، وأشكل منه سكون نفسه في
كونه نبوة إلى قول رجل نصراني مترهب وقد قال تعالى : « قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي
» الأنعام : ٥٧ وأي حجة
بينة في قول ورقة؟ وقال تعالى : «
قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي » فهل بصيرته صلىاللهعليهوآله هي سكون نفسه إلى قول ورقة؟ وبصيرة من اتبعه سكون
أنفسهم إلى سكون نفسه إلى ما لا حجة فيه قاطعة؟ وقال تعالى : « إِنَّا أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ
» النساء : ١٦٣ فهل كان
اعتمادهم في نبوتهم على مثل ما تقصه هذه القصة؟
والحق أن وحي
النبوة والرسالة يلازم اليقين من النبي والرسول بكونه من الله تعالى على ما ورد عن
أئمة أهل البيت عليهالسلام.
وفي المجمع في
قوله : « أَرَأَيْتَ
الَّذِي يَنْهى » الآية ـ أن أبا جهل قال : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا : نعم.
قال : فبالذي يحلف به ـ لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن رقبته ـ فقيل له : ها هو ذلك
يصلي فانطلق ليطأ على رقبته ـ فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ـ فقالوا
: ما لك يا أبا الحكم؟ قال : إن بيني وبينه خندقا من نار وهؤلاء أجنحة ، وقال نبي
الله : والذي نفسي بيده ـ لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا ـ فأنزل الله « أَرَأَيْتَ الَّذِي
يَنْهى » إلى آخر
السورة. رواه مسلم في الصحيح.
وفي تفسير
القمي في الآية : كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة ـ وأن يطاع الله
ورسوله فقال الله : «
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى ».
أقول
: مفاده لا
يلائم ظهور سياق الآيات في كون المصلي هو النبي صلىاللهعليهوآله.
وفي المجمع ،
في الحديث عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا.
وفي الكافي ،
بإسناده إلى الوشاء قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد ـ وذلك
قوله : « وَاسْجُدْ
وَاقْتَرِبْ ».
وفي المجمع ،
روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : العزائم الم التنزيل وحم السجدة والنجم إذا هوى ـ
واقرأ باسم ربك ، وما عداها في جميع القرآن مسنون وليس بمفروض.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 329