نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 96
اي راقه وسره ،
وقوله : في الحياة الدنيا ، متعلق بقوله : يعجبك ، اي ان الاعجاب في الدنيا من جهة
ان هذه الحياة نوع حياة لا تحكم الا على الظاهر ، واما الباطن والسريرة فتحت الستر
ووراء الحجاب ، لا يشاهده الانسان وهو متعلق الحياة بالدنيا الا ان يستكشف شيئا من
امر الباطن من طريق الآثار ويناسبه ما يتلوه : من قوله تعالى : ويشهد الله على ما في
قلبه ، والمعنى انه يتكلم بما يعجبك كلامه ،
من ما يشير به إلى رعاية جانب الحق ، والعناية بصلاح الخلق ، وتقدم الدين والامه
وهو اشد الخصماء للحق خصومة ، وقوله : الد ، افعل التفضيل من لد لدودا إذا اشتد
خصومة ، والخصام جمع خصم كصعب وصعاب وكعب وكعاب ، وقيل : الخصام مصدر ، ومعنى ألد
الخصام اشد خصومة.
قوله
تعالى :
وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها (
الخ ) التولي هو تملك الولاية والسلطان ، ويؤيده قوله تعالى في الآية التالية : أخذته العزة بالاثم ،
الدال على ان له عزة مكتسبة بالاثم الذي يأثم به قلبه غير الموافق للسانه ، والسعي
هو العمل والاسراع في المشي ، فالمعنى وإذا تمكن هذا المنافق الشديد الخصومة من
العمل وأوتي سلطانا وتولى امر الناس سعى في الارض ليفسد فيها ، ويمكن ان يكون
التولي بمعنى الاعراض عن المخاطبة والمواجهة ، اي إذا خرج من عندك كانت غيبته
مخالفة لحضوره ، وتبدل ما كان يظهره من طلب الصلاح والخير إلى السعي في الارض لاجل
الفساد والافساد.
قوله
تعالى :
ويهلك الحرث والنسل ، ظاهرة انه بيان
لقوله تعالى : ليفسد فيها
اي يفسد فيها بإهلاك الحرث والنسل
، ولما كان قوام النوع الانساني من حيث الحياة والبقاء بالتغذي والتوليد فهما
الركنان القويمان اللذان لا غناء عنهما للنوع في حال : اما التوليد فظاهر ، واما
التغذي فانما يركن الانسان فيه إلى الحيوان والنبات ، والحيوان يركن إلى النبات ،
فالنبات هو الاصل ويستحفظ بالحرث وهو تربية النبات ، فلذلك علق الفساد على الحرث
والنسل فالمعنى انه يفسد في الارض بإفناء الانسان وابادة هذا النوع بإهلاك الحرث
والنسل.
قوله
تعالى :
والله لا يحب الفساد ، المراد بالفساد
ليس ما هو فساد في الكون
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 96