نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 217
استغفروا
ربكم ثم توبوا إليه.
أقول
: وروي مثله العياشي في تفسيره ، قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو تدومون على الحالة ، إشارة إلى
مقام الولاية وهو الانصراف عن الدنيا والاشراف على ما عند الله سبحانه ، وقد مر
شطر من الكلام فيها في البحث عن قوله تعالى : ( الذين إذا اصابتهم
مصيبة )
البقرة ـ ١٥٦.
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: لولا انكم تذنبون الخ ، اشارة إلى سر القدر ، وهو انسحاب حكم أسمائه تعالى إلى
مرتبة الافعال وجزئيات الحوادث بحسب ما لمفاهيم الاسماء من الاقتضائات ، وسيجئ
الكلام فيه في ذيل قوله تعالى : ( وإن من شيء إلا عندنا
خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم )
الحجر ـ ٢١ ، وسائر آيات القدر ، وقوله أما سمعت قول الله عز وجل : إن الله يحب التوابين
الخ ، من كلام ابى جعفر عليهالسلام
، والخطاب لحمران ، وفيه تفسير التوبة والتطهر بالرجوع إلى الله تعالى من المعاصي
وإزالة قذارات الذنوب عن النفس ، ورينها عن القلب ، وهذا من استفادة مراتب الحكم
من حكم بعض المراتب ، نظير ما ورد في قوله تعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون
) الواقعة ـ
٧٩ ، من الاستدلال به على ان علم الكتاب عند المطهرين من أهل البيت ، والاستدلال
على حرمة مس كتابة القرآن على غير طهارة. وكما ان الخلقة تتنزل آخذة من الخزائن
التي عند الله تعالى حتى تنتهي إلى آخر عالم المقادير على ما قال تعالى : ( وان من
شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم ) الحجر ـ ٢١ ، كذلك أحكام المقادير لا
تتنزل الا بالمرور من منازل الحقائق فافهم ذلك ، وسيجئ له زيادة توضيح في البحث عن
قوله تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات الآية
) آل عمران ـ
٧. ومن هنا يستأنس ما مرت إليه الاشارة : ان المراد بالتوبة والتطهر في الآية على
ظاهر التنزيل هو الغسل بالماء فهو ارجاع البدن إلى الله سبحانه بإزالة القذر عنه.
ويظهر ايضا : معنى ما تقدم نقله عن تفسير القمي من قوله عليهالسلام : انزل الله على ابراهيم عليهالسلام الحنيفية ، وهي الطهارة ، وهي عشرة
أشياء : خمسة في الرأس وخمسة في البدن ، فاما التي في الراس : فاخذ الشارب ،
واعفاء اللحى ، وطم الشعر ،
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 217