responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 103

تعالى في الآية السابقة فاعلموا ان الله عزيز حكيم.

ثم إن من الضروري الثابت بالضرورة من الكتاب والسنة ان الله سبحانه وتعالى لا يوصف بصفة الاجسام ولا ينعت بنعوت الممكنات مما يقضي بالحدوث ، ويلازم الفقر والحاجة والنقص ، فقد قال تعالى : ( ليس كمثله شيء ) الشورى ـ ١١ ، وقال تعالى : ( والله هو الغني ) الفاطر ـ ١٥ ، وقال تعالى : ( الله خالق كل شيء ) الزمر ـ ٦٢ ، إلى غير ذلك من الآيات ، وهي آيات محكمات ترجع إليها متشابهات القرآن ، فما ورد من الآيات وظاهرها إسناد شيء من الصفات أو الافعال الحادثة إليه تعالى ينبغي ان يرجع إليها ، ويفهم منها معنى من المعاني لا ينافى صفاته العليا واسمائه الحسنى تبارك وتعالى ، فالآيات المشتملة على نسبة المجئ أو الاتيان إليه تعالى كقوله تعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) الفجر ـ ٢٢ ، وقوله تعالى : ( فأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا ) الحشر ـ ٢ ، و قوله تعالى : فأتى الله بنيانهم من القواعد ) النحل ـ ٢٦ ، كل ذلك يراد فيها معنى يلائم ساحة قدسه تقدست اسمائه كالاحاطة ونحوها ولو مجازا ، وعلى هذا فالمراد بالاتيان في قوله تعالى : أن يأتيهم الله الاحاطة بهم للقضاء في حقهم.

على أنا نجده سبحانه وتعالى في موارد من كلامه إذا سلب نسبة من النسب وفعلا من الافعال عن استقلال الاسباب ووساطة الاوساط فربما نسبها إلى نفسه وربما نسبها إلى امره ك قوله تعالى : ( الله يتوفى الانفس ) الزمر ـ ٤٢ ، وقوله تعالى : ( يتوفيكم ملك الموت ) السجدة ـ ١١ ، و قوله تعالى : ( توفته رسلنا ) الانعام ـ ٦١ ، فنسب التوفي تارة إلى نفسه ، وتارة إلى الملائكة ثم قال تعالى : ( في أمر الملائكة بأمره يعملون ) الانبياء ـ ٢٧ ، وكذلك قوله تعالى : ( ان ربك يقضي بينهم ) يونس ـ ٩٣ ، وقوله تعالى : فإذا جاء أمر الله قضي بالحق ) المؤمن ـ ٧٨ ، وكما في هذه الآية : ( ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) الآية وقوله تعالى : ( هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك ) النحل ـ ٣٣.

وهذا يوجب صحة تقدير الامر في موارد تشتمل على نسبة أمور إليه لا تلائم كبرياء ذاته تعالى نظير : جاء ربك ، ويأتيهم الله ، فالتقدير جاء أمر ربك ويأتيهم أمر الله.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست