نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 102
فالطريق الذي يسلكه
من غير سلم من خطوات الشيطان ، واتباعه اتباع خطوات الشيطان.
فالآية نظيرة قوله تعالى : ( يا ايها
الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين
إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) البقرة ـ ١٦٩ ، وقد مر الكلام في الآية
، وقوله تعالى : ( يا أيها
الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء
والمنكر )
النور ـ ٢١ ، وقوله تعالى :
( كلوا مما رزقكم الله
ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) الانعام ـ ١٤٢ ، والفرق بين هذه الآية
وبين تلك أن الدعوة في هذه موجهة إلى الجماعة لمكان قوله تعالى : كافة بخلاف تلك
الآيات فهي عامة ، فهذه الآية في معنى قوله تعالى : (واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
آل عمران ـ ١٠٣ ، و قوله تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا
السبل فتفرق بكم عن سبيله )
الانعام ـ ١٥٣ ، ويستفاد من الآية أن الاسلام متكفل لجميع ما يحتاج إليه الناس من
الاحكام والمعارف التي فيه صلاح الناس.
قوله
تعالى :
فإن زللتم من بعد ما جائتكم البينات ،
الزلة هي العثرة ، والمعنى فإن لم تدخلوا في السلم كافة وزللتم ـ والزلة هي اتباع
خطوات الشيطان ـ فاعلموا ان الله عزيز غير مغلوب في امره ، حكيم لا يتعدى عما
تقتضيه حكمته من القضاء في شأنكم فيقضي فيكم ما تقتضيه حكمته ، ويجريه فيكم من غير
ان يمنع عنه مانع.
قوله
تعالى :
هل ينظرون إلا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام (
الخ ) ، الظلل جمع ظلة وهي ما يستظل به ، وظاهر الآية ان الملائكه عطف على لفظ
الجلالة ، وفي الآية التفات من الخطاب إلى الغيبة وتبديل خطابهم بخطاب رسول الله ش
صلىاللهعليهوآلهوسلم بالاعراض عن
مخاطبتهم بأن هؤلاء حالهم حال من ينتظر ما اوعدناهم به من القضاء على طبق ما
يختارونه من اتباع خطوات الشيطان والاختلاف والتمزق ، وذلك بأن يأتيهم الله في ظلل
من الغمام والملائكة ، ويقضي الامر من حيث لا يشعرون ، أو بحيث لا يعبئ بهم وبما
يقعون فيه من الهلاك ، وإلى الله ترجع الامور ، فلا مفر من حكمه وقضائه ، فالسياق
يقتضي ان يكون قوله : هل ينظرون ، هو الوعيد الذي اوعدهم به في قوله
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 102