نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 343
يمثل الحال
أولا : بحال امرأتين كانتا زوجين لنبيين كريمين عدهما الله سبحانه عبدين صالحين ـ
ويا له من كرامة ـ فخانتاهما فأمرتا بدخول النار مع الداخلين فلم ينفعهما زوجيتهما
للنبيين الكريمين شيئا فهلكتا في ضمن الهالكين من غير أدنى تميز وكرامة.
وثانيا : بحال
امرأتين إحداهما امرأة فرعون الذي كانت منزلته في الكفر بالله أن نادى في الناس
فقال : أنا ربكم الأعلى ، فآمنت بالله وأخلصت الإيمان فأنجاها الله وأدخلها الجنة
ولم يضرها زوجية مثل فرعون شيئا ، وثانيتهما مريم ابنة عمران الصديقة القانتة
أكرمها الله بكرامته ونفخ فيها من روحه.
وفي التمثيل
تعريض ظاهر شديد لزوجي النبي صلىاللهعليهوآله حيث خانتاه في إفشاء سره وتظاهرتا عليه وآذتاه بذلك ،
وخاصة من حيث التعبير بلفظ الكفر والخيانة وذكر الأمر بدخول النار.
قوله
تعالى : « ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً
لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ
مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما » إلخ ، قال الراغب : الخيانة والنفاق واحد إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة ،
والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر
ونقيض الخيانة الأمانة ، يقال : خنت فلانا وخنت أمانة فلان. انتهى.
وقوله : « لِلَّذِينَ كَفَرُوا » إن كان متعلقا بالمثل كان المعنى : ضرب الله مثلا يمثل
به حال الذين كفروا أنهم لا ينفعهم الاتصال بالعباد الصالحين ، وإن كان متعلقا
بضرب كان المعنى : ضرب الله الامرأتين وما انتهت إليه حالهما مثلا للذين كفروا
ليعتبروا به ويعلموا أنهم لا ينفعهم الاتصال بالصالحين من عباده وأنهم بخيانتهم
النبي صلىاللهعليهوآله من أهل النار لا محالة.
وقوله : « فَلَمْ يُغْنِيا
عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً » ضمير التثنية الأولى للعبدين ، والثانية للامرأتين ،
والمراد أنه لم ينفع المرأتين زوجيتهما للعبدين الصالحين.
وقوله : « وَقِيلَ ادْخُلَا
النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ » أي مع الداخلين فيها من قوميهما كما يلوح من قوله في
امرأة نوح : « حَتَّى
إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ
زَوْجَيْنِ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 343