وقال : « وَإِنِّي لَغَفَّارٌ
لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً » طه : ٨٢ ، أي لمن تاب من الشرك وقال وأطلق : « وَاسْتَغْفِرُوا
اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » المزمل : ٢٠.
فلا يرقى
المؤمن إلى درجة من درجات ولاية الله إلا بالتوبة من خفي الشرك الذي دونها.
والآية من غرر
الآيات القرآنية وللمفسرين في جملها كلمات متشتتة أضربنا عنها.
قوله تعالى : « وَاللَّائِي يَئِسْنَ
مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ
أَشْهُرٍ » المراد
بالارتياب الشك في يأسهن من المحيض أهو لكبر أم لعارض ، فالمعنى : واللائي يئسن من
المحيض من نسائكم وشككتم في أمر يأسهن أهو لبلوغ سنهن سن اليأس أم لعارض فعدتهن
ثلاثة أشهر.
وقوله : « وَاللَّائِي لَمْ
يَحِضْنَ » عطف على قوله
: «
وَاللَّائِي يَئِسْنَ » إلخ ، والمعنى : واللائي لم يحضن وهو في سن من تحيض فعدتهن ثلاثة أشهر.
وقوله : « وَأُولاتُ
الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ » أي منتهى زمان عدتهن وضع الحمل.
وقوله : « وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ
يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً » أي يسهل عليه ما يستقبله من الشدائد والمشاق ، وقيل :
المراد أنه يسهل عليه أمور الدنيا والآخرة إما بفرج عاجل أو عوض آجل.
قوله
تعالى : « ذلِكَ أَمْرُ اللهِ
أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ » أي ما بينه في الآيات المتقدمة حكم الله أنزله إليكم ، وفي قوله : « وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ
يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً » دلالة على أن اتباع الأوامر من التقوى كاجتناب
المحرمات ولعله باعتبار أن امتثال الأمر يلازم اجتناب تركه.
وتكفير السيئات
سترها بالمغفرة ، والمراد بالسيئات المعاصي الصغيرة فيبقى للتقوى كبائر المعاصي ،
ويكون مجموع قوله : «
وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً » في معنى قوله : « إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ
عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 316