نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 350
إجمالا ثم بذكر الحال في دعوة موسى عليهالسلام بالخصوص فيما قصه من قصته ونصره له بالخصوص ثم في ضمن
أمر النبي صلىاللهعليهوآله بالصبر ووعده بالنصر.
وهذا آخر كرة
عليهم يذكر فيها مآل أمرهم وما يصرفون إليه وهو العذاب المخلد ثم يأمر النبي صلىاللهعليهوآله بالصبر وبعده بالنصر ويطيب نفسه بأن وعد الله حق.
قوله تعالى : « أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ » «
أَلَمْ تَرَ » مفيد للتعجيب و «
أَنَّى » بمعنى كيف ،
والمعنى ألا تعجب أو ألم تعجب من أمر هؤلاء المجادلين في آيات الله كيف يصرفون عن
الحق إلى الباطل وعن الهدى إلى الضلال.
والتعرض لحال
المجادلين هاهنا من حيث الإشارة إلى كونهم مصروفين عن الحق والهدى ومآل ذلك ،
وفيما تقدم من قوله : «
إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي
صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ » من حيث إن الداعي لهم إلى ذلك الكبر وأنهم لا يبلغون
ما يريدون فلا تكرار.
ومنه يظهر ما
في قول بعضهم : إن تكرير ذكر المجادلة محمول على تعدد المجادل بأن يكون المجادلون
المذكورون في الآية السابقة غير المذكورين في هذه الآية أو على اختلاف ما فيه
المجادلة كأن يكون المجادلة هناك في أمر البعث وهاهنا في أمر التوحيد على أن فيه
غفلة عن غرض السورة كما عرفت.
قوله تعالى : « الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ » الذي يعطيه سياق الآيات التالية أن المراد بهؤلاء
المجادلين هم المجادلون من قوم النبي صلىاللهعليهوآله ، وعليه فالأنسب أن يكون المراد بالكتاب هو القرآن
الكريم ، وبقوله : «
بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا » ما جاءت به الرسل عليهالسلام من عند الله من كتاب ودين فالوثنية منكرون للنبوة.
وقوله : « فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
» تفريع على
مجادلتهم وتكذيبهم وتهديد لهم أي سوف يعلمون حقيقة مجادلتهم في آيات الله وتكذيبهم
بالكتاب وبالرسل.
قوله تعالى : « إِذِ الْأَغْلالُ فِي
أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ
» في المجمع : الأغلال جمع غل وهو طوق يدخل في العنق للذل والألم وأصله الدخول
، وقال : السلاسل جمع سلسلة وهي الحلق منتظمة في جهة الطول مستمرة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 350