responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 346

قوله تعالى : « اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً » إلى آخر الآية القرار المستقر الذي يستقر عليه ، والبناء ـ على ما قيل ـ القبة ومنه أبنية العرب للقباب المضروبة عليهم. يذكر تعالى نعمة استقرار الإنسان على الأرض وتحت السماء.

وقوله : « وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ » الفاء للتفسير والمعنى أحسن خلق صوركم وذلك أن الإنسان جهز من دقائق التجهيز في صورته بما يقوى به من الأعمال المتنوعة العجيبة على ما لا يقوى عليه شيء من سائر الموجودات الحية ، ويلتذ من مزايا الحياة بما لا يتيسر لغيره أبدا.

وقوله : « وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ » هي الأرزاق المتنوعة التي تلائم بطبائعها طبيعة الإنسان من الحبوب والفواكه واللحوم وغيرها ، وليس في الحيوان متنوع في الرزق كالإنسان.

وقوله : « ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ » أي المدبر لأمركم ، وقوله : « فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ » ثناء عليه عز وجل بربوبيته لجميع العالمين ، وقد فرعه على ربوبيته وتدبيره للإنسان إشارة إلى أن الربوبية واحدة وتدبيره لأمر الإنسان عين تدبيره لأمر العالمين جميعا فإن النظام الجاري نظام واحد روعي في انطباقه على كل ، انطباقه على الكل فهو سبحانه متبارك منشأ للخير الكثير فتبارك الله رب العالمين.

قوله تعالى : « هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » إلخ في جملة « هُوَ الْحَيُ » إطلاق لا مقيد لا عقلا ولا نقلا مضافا إلى إفادة الحصر فمفادها أن له تعالى وحده حياة لا يداخلها موت ولا يزيلها فناء فهو تعالى حي بذاته وغيره كائنا ما كان حي بإحياء غيره.

وإذا فرض هناك حي بذاته وحي بغيره لم يستحق العبادة بذاته إلا من كان حيا بذاته ، ولذلك عقب قوله : « هُوَ الْحَيُ » بقوله : « لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ».

وقد سيقت الجملتان توطئة للأمر بدعائه ولا مطلق دعائه بل دعائه بالتوحيد وإخلاص الدين له وحده لأنه الحي بذاته دون غيره ولأنه المعبود بالاستحقاق الذاتي دون غيره ، ولذلك فرع على قوله : « هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ » قوله : « فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ».

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست