responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 382

قوله تعالى : « وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ » إلخ ، الظاهر أن اللام في « الظَّالِمُونَ » للعهد ، وهذه الآية والآيتان بعدها تشير إلى أن وبال هذا الكفر ـ وأساسه ضلال أئمة الكفر وإضلالهم تابعيهم ـ سيلحق بهم وسيندمون عليه ولن ينفعهم الندم.

فقوله : « وَلَوْ تَرى » خطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هم بمعزل عن فهم الخطاب « إِذِ الظَّالِمُونَ » وهم الكافرون بكتب الله ورسله ، الذين ظلموا أنفسهم بالكفر « مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ » للحساب والجزاء يوم القيامة « يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ » أي يتحاورون ويتراجعون في الكلام متخاصمين « يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا » بيان لرجوع بعضهم إلى بعض في القول والمستضعفون الأتباع الذين استضعفتهم المتبوعون « لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا » وهم الأئمة القادة « لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ » يريدون أنكم أجبرتمونا على الكفر وحلتم بيننا وبين الإيمان.

« قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا » جوابا عن قولهم وردا لما اتهموهم به من الإجبار والإكراه « أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ » الاستفهام للإنكار أي أنحن صرفناكم « عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ » فبلوغه إليكم بالدعوة النبوية أقوى الدليل على أنا لم نحل بينه وبينكم وكنتم مختارين في الإيمان به والكفر « بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ » متلبسين بالإجرام مستمرين عليه فأجرمتم بالكفر به لما جاءكم من غير أن نجبركم عليه فكفركم منكم ونحن برآء منه.

« وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا » ردا لقولهم ودعواهم البراءة « بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ » أي مكركم بالليل والنهار حملنا على الكفر « إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً » وأمثالا من الآلهة أي أنكم لم تزالوا في الدنيا تمكرون الليل والنهار وتخطون الخطط لتستضعفونا وتتآمروا علينا فتحملونا على طاعتكم فيما تريدون ، فلم نشعر إلا ونحن مضطرون على الائتمار بأمركم إذ تأمروننا بالكفر والشرك.

« وَأَسَرُّوا » وأخفوا « النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ » وشاهدوا أن لا مناص ، وإخفاؤهم الندامة يوم القيامة ـ وهو يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ـ نظير كذبهم على الله وإنكارهم الشرك بالله وحلفهم لله كان بين كل ذلك من قبيل ظهور

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست