تتضمن السورة
تفاريق من المعارف والأحكام والقصص والعبر والمواعظ وفيها قصة غزوة الخندق وإشارة
إلى قصة بني القريظة من اليهود ، وسياق آياتها يشهد بأنها مما نزلت بالمدينة.
قوله
تعالى : « يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ
كانَ عَلِيماً حَكِيماً » أمر للنبي صلىاللهعليهوآله بتقوى الله وفيه تمهيد للنهي الذي بعده « وَلا تُطِعِ
الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ».
وفي سياق النهي
ـ وقد جمع فيه بين الكافرين والمنافقين ونهى عن إطاعتهم ـ كشف عن أن الكافرين
كانوا يسألونه أمرا لا يرتضيه الله سبحانه وكان المنافقون يؤيدونهم في مسألتهم
ويلحون ، أمرا كان الله سبحانه بعلمه وحكمته قد قضى بخلافه وقد نزل الوحي الإلهي
بخلافه ، أمرا خطيرا لا يؤمن مساعدة الأسباب على خلافه إلا أن يشاء الله فحذر
النبي صلىاللهعليهوآله عن إجابتهم إلى ملتمسهم وأمر بمتابعة ما أوحى الله إليه
والتوكل عليه.
وبهذا يتأيد ما
ورد في أسباب النزول أن عدة من صناديد قريش بعد وقعة أحد دخلوا المدينة بأمان من النبي
صلىاللهعليهوآله وسألوا النبي صلىاللهعليهوآله أن يتركهم وآلهتهم فيتركوه وإلهه فنزلت الآيات ولم
يجبهم النبي إلى ذلك وسيأتي في البحث الروائي التالي.
وبما تقدم ظهر
وجه تذييل الآية بقوله : «
إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً » وكذا تعقيب الآية بالآيتين بعدها.
قوله
تعالى : « وَاتَّبِعْ ما يُوحى
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً »
( ١٦ ـ الميزان
ـ ١٨ )
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 273