responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 266

أو بمعناه المصدري مبالغة.

قوله تعالى : « وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ » أي وجعلنا من بني إسرائيل أئمة يهدون الناس بأمرنا وإنما نصبناهم أئمة هداة للناس حين صبروا في الدين وكانوا قبل ذلك موقنين بآياتنا.

وقد تقدم البحث عن معنى الإمامة وهداية الإمام بأمر الله في تفسير قوله : « قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً » البقرة : ١٢٤ وقوله : « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا » الأنبياء : ٧٣ وغير ذلك من الموارد المناسبة.

وقد تضمنت هاتان الآيتان من الرحمة المنبسطة بالتوراة أنها هدى في نفسه يهدي من اتبعه إلى الحق ، وأنها أنشأت في حجر تربيتها أناسا اجتباهم الله للإمامة فصاروا يهدون بأمره فهي مباركة للعمل بها ومباركة بعد العمل.

قوله تعالى : « إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ » يريد اختلافهم في الدين وإنما كان ذلك بغيا بينهم كما يذكره في مواضع من كلامه كقوله : « وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ ـ إلى أن قال ـ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ » الجاثية : ١٧.

فالمراد بقوله : « يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ » القضاء الفاصل بين الحق والباطل والمحق والمبطل والباقي ظاهر.

قوله تعالى : « أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ » إلخ ، العطف على محذوف كأنه قيل : ألم يبين لهم كذا وكذا ، ( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ) إلخ ، والهداية بمعنى التبيين أو هو مضمن معنى التبيين ولذا عدي باللام.

وقوله : « كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ » مشير إلى الفاعل قائم مقامه ، والمعنى : أولم يبين لهم كثرة من أهلكنا من القرون والحال أنهم يمشون في مساكنهم.

وقوله : « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ » المراد بالسمع سمع المواعظ المؤدي إلى طاعة الحق وقبوله.

قوله تعالى : « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ » إلخ ، قال في المجمع : السوق الحث على السير من ساقه يسوقه ،

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست