responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 267

وقال : الجرز الأرض اليابسة التي ليس فيها نبات لانقطاع الأمطار عنها. انتهى.

والزرع مصدر في الأصل والمراد به هنا المزروع.

والآية تذكر آية أخرى من آيات الله سبحانه تدل على حسن تدبيره للأشياء وخاصة ذوي الحياة منها كالأنعام والإنسان ، والمراد بسوق الماء إلى الأرض الخالية من النبات سوق السحب الحاملة للأمطار إليها ، ففي نزول ماء المطر منها حياة الأرض وخروج الزرع واغتذاء الإنسان والأنعام التي يسخرها ويربيها لمقاصد حياته.

وقوله : « أَفَلا يُبْصِرُونَ » تنبيه وتوبيخ وتخصيص هذه الآية بالإبصار ، والآية السابقة بالسمع لما أن العلم بإهلاك الأمم الماضين إنما هو بالأخبار التي تنال من طريق السمع وأما العلم بسوق الأمطار إلى الأرض الجرز وإخراج الزرع واغتذاء الأنعام والإنسان فالطريق إليه حاسة البصر.

قوله تعالى : « وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ ـ إلى قوله ـ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ » قال الراغب : الفتح إزالة الإغلاق والإشكال ـ إلى أن قال ـ وفتح القضية فتاحا فصل الأمر فيها وأزال الإغلاق عنها ، قال : « رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ » انتهى.

وقد تقدم في الآيات السابقة مما يصدق عليه الفتح بمعنى الفصل أمران : أحدهما فصل بينهم يوم القيامة ، والآخر إذاقة العذاب الأدنى أو الانتقام منهم في الدنيا ولذا فسر الفتح بعضهم بيوم القيامة فيكون معنى قولهم : ( مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) هو معنى قولهم المحكي كرارا في كلامه تعالى : « مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ».

وفسره بعضهم بيوم بدر فإنه لم ينفع الذين قتلوا من المشركين إيمانهم بعد القتل.

وذكر بعضهم أن المراد به فتح مكة ولا يلائمه الجواب المذكور في قوله : « قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ » إلا أن يقول قائل : إن إيمانهم يومئذ ـ وقد عاندوا الحق وقاتلوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سنين وجاهدوا في إطفاء نور الله ـ لم يكن إيمانا إلا نفاقا من غير أن يدخل في قلوبهم وينتفع به نفوسهم وقد ألزموا بالإيمان ولم ينظروا.

ويمكن أن يكون المراد هو القضاء بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين الأمة ويكون ذلك في

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست