responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 125

والدليل على هذا الذي ذكرنا قوله تعالى في سورة هود في هذا الموضع من القصة : « فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ، يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ » هود : ٧٦ فالآيات أظهر ما يكون في أن إبراهيم عليه‌السلام كان يدافع عن قوم لوط لا عن لوط نفسه.

فظاهر كلامه عليه‌السلام في الآية التي نحن فيها الدفاع عن لوط وعلى ذلك جاراه الرسل فأبقوا كلامه على ظاهره وأجابوا بأنهم ما كانوا ليجهلوا ذلك فهم أعلم بمن فيها وعالمون بأن فيها لوطا ومعه أهله ممن لا ينبغي أن يعذب لكنهم سينجونه وأهله إلا امرأته ، لكن الذي أراده إبراهيم عليه‌السلام بكلامه دفع العذاب عن أهل القرية فأجيب بأنه من الأمر المحتوم على ما تشير إليه آيات سورة هود.

وللقوم في قوله : « إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ » ، وقوله : « قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً » مشاجرات طويلة أعرضنا عن التعرض لها لعدم الجدوى ، من أراد الوقوف عليها فليراجع المطولات.

قوله تعالى : « وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ » إلى آخر الآية ، ضميرا الجمع في « سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ » للرسل والباء للسببية أي أخذته المساءة وهي سوء الحال بسببهم وضاقت طاقته بسببهم لكونهم في صور شبان حسان مرد يخاف عليهم من القوم ثم قصد القوم إياهم بالسوء وضعف لوط من أن يدفعهم عنهم وهم ضيف له نازلون بداره.

وقوله : « وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ » أي لا خطر محتملا يهددك ولا مقطوعا يقع عليك فإن الخوف إنما هو في المكروه الممكن والحزن في المكروه الواقع.

وقوله : « إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ » أي الباقين في العذاب تعليل لنفي الخوف والحزن.

قوله تعالى : « إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ » بيان لما يشير إليه قوله : « إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ » من العذاب ، والرجز العذاب.

قوله تعالى : « وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ » ضمير التأنيث للقرية

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست