responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 124

وقوله : « فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ » استهزاء وسخرية منهم ، ويظهر من جوابهم أنه كان ينذرهم بعذاب الله وقد قال الله في قصته في موضع آخر : « وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ » القمر : ٣٦.

قوله تعالى : « قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ » سؤال للفتح ودعاء منه عليهم ، وقد عدهم مفسدين لعملهم الذي يفسد الأرض ويقطع النسل ويهدد الإنسانية بالفناء.

قوله تعالى : « وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ » إجمال قصة هلاك قوم لوط ، وقد كان ذلك برسل من الملائكة أرسلهم الله أولا إلى إبراهيم عليه‌السلام فبشروه وبشروا امرأته بإسحاق ويعقوب ثم أخبروه بأنهم مرسلون لإهلاك قوم لوط ، والقصة مفصلة في سورة هود وغيرها.

وقوله : « قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ » أي قالوا لإبراهيم ، وفي الإتيان بلفظ الإشارة القريبة ـ هذه القرية ـ دلالة على قربها من الأرض التي كان إبراهيم عليه‌السلام نازلا بها ، وهي الأرض المقدسة.

وقوله : « إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ » تعليل لإهلاكهم بأنهم ظالمون قد استقرت فيهم رذيلة الظلم ، وقد كان مقتضى الظاهر أن يقال : إنهم كانوا ظالمين فوضع المظهر موضع المضمر للإشارة إلى أن ظلمهم ظلم خاص بهم يستوجب الهلاك وليس من مطلق الظلم الذي كان الناس مبتلين به يومئذ كأنه قيل : إن أهلها بما أنهم أهلها ظالمون.

قوله تعالى : « قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ » ظاهر السياق أنه عليه‌السلام كان يريد بقوله : « إِنَّ فِيها لُوطاً » أن يصرف العذاب بأن فيها لوطا وإهلاك أهلها يشمله فأجابوه بأنهم لا يخفى عليهم ذلك بل معه غيره ممن لا يشمله العذاب وهم أهله إلا امرأته.

لكنه عليه‌السلام لم يكن ليجهل أن الله سبحانه لا يعذب لوطا وهو نبي مرسل ، وإن شمل العذاب جميع من سواه من أهل قريته ولا أنه يخوفه ويزعره ويفزعه بقهره عليهم بل كان عليه‌السلام يريد بقوله : « إِنَّ فِيها لُوطاً » أن يصرف العذاب عن أهل القرية كرامة للوط لا أن يدفعه عن لوط ، فأجيب بأنهم مأمورون بإنجائه وإخراجه من بين أهل القرية ومعه أهله إلا امرأته كانت من الغابرين.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست