responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 123

القرب في حقه عليه‌السلام وإيتاؤه ذلك في الدنيا وقد تقدم إحصاء ما يذكره القرآن الكريم من مقاماته عليه‌السلام في قصصه من تفسير سورة الأنعام.

وقوله : « وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ » تقدم الكلام فيه في تفسير قوله تعالى : « وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ » البقرة : ١٣٠ في الجزء الأول من الكتاب.

قوله تعالى : « وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ » أي وأرسلنا لوطا أو واذكر لوطا إذ قال لقومه ، وقوله : « إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ » إخبار بداعي الاستعجاب والإنكار ، والمراد بالفاحشة إتيان الذكران.

وقوله : « ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ » استئناف يوضح معنى الفاحشة ويؤكده ، وكأن المراد أن هذا العمل لم يشع في قوم قبلهم هذا الشيوع أو الجملة حال من فاعل « لَتَأْتُونَ ».

قوله تعالى : « أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ » إلى آخر الآية ، استفهام من أمر من الحري أن لا يصدقه سامع ولا يقبله ذو لب ولذا أكد بالنون واللام ، وهذا السياق يشهد أن المراد بإتيان الرجل اللواط وبقطع السبيل إهمال طريق التناسل وإلغاؤها وهي إتيان النساء ، فقطع السبيل كناية عن الإعراض عن النساء وترك نكاحهن ، وبإتيانهم المنكر في ناديهم ـ والنادي هو المجلس الذي يجتمعون فيه ولا يسمى نادية إلا إذا كان فيه أهله ـ الإتيان بالفحشاء أو بمقدماتها الشنيعة بمرأى من الجماعة.

وقيل : المراد بقطع السبيل قطع سبيل المارة بديارهم فإنهم كانوا يفعلون هذا الفعل بالمجتازين من ديارهم وكانوا يرمون ابن السبيل بالحجارة بالخذف فأيهم أصابه كان أولى به فيأخذون ماله وينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم وكان لهم قاض يقضي بذلك وقيل : بل كانوا يقطعون الطرق ، وقد عرفت أن السياق يقضي بخلاف ذلك.

وقيل : المراد بإتيان المنكر في النادي أن مجالسهم كانت تشتمل على أنواع المنكرات والقبائح مثل الشتم والسخف والقمار وخذف الأحجار على من مر بهم وضرب المعازف والمزامير وكشف العورات واللواط ونحو ذلك وقد عرفت ما يقتضيه السياق.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست