نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 97
فدنونا من
المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل ـ فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش
ـ فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي ـ فإذا عقد لي من جزع ظفار [١] قد انقطع ـ فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه ـ وأقبل الرهط
الذين كانوا يرحلون بي فاحتملوا هودجي ـ فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم
يحسبون أني فيه ، وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم ـ إنما تأكل المرأة
العلقة [٢] من الطعام ـ فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه ـ وكنت
جارية حديثة السن فبعثوا الجمل فساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ـ فجئت
منازلهم وليس بها داع ولا مجيب ـ فيممت منزلي الذي كنت به ـ فظننت أنهم سيفقدوني
فيرجعون إلي ـ فبينا أنا جالسة في منزل غلبتني عيني فنمت.
وكان صفوان بن
المعطل السلمي ثم الذكراني ـ من وراء الجيش فأدلج [٣] فأصبح عند منزلي ـ فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني
حين رآني ـ وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ـ فخمرت وجهي
بجلبابي ـ والله ما كلمني كلمة واحدة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ـ حتى أناخ
راحلته فوطئ على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش ـ بعد أن
نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ـ فهلك في من هلك.
وكان الذي تولى
الإفك عبد الله بن أبي بن سلول ـ فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا ـ والناس
يفيضون في قول أصحاب الإفك ـ لا أشعر بشيء من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا
أعرف من رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكى ـ إنما يدخل علي
فيسلم ثم يقول : كيف تيكم؟ ثم ينصرف فذاك الذي يريبني
[١] ظفار كقطام بلد
باليمن قرب صنعاء ، وجزع ظفاري منسوب إليها والجزع الخرز وهو الذي فيه سواد وبياض.