نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 397
حتى نزل عليه جبريل وأمره أن يعرض عليه السورة فقرأها عليه وأعاد الجملتين
وهو مصر على جهله حتى أنكره عليه جبريل ثم أنزل عليه آية تثبت نظير هذا الجهل
الشنيع والخطيئة الفضيحة لجميع الأنبياء والمرسلين وهي قوله : « وَما أَرْسَلْنا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي
أُمْنِيَّتِهِ ».
وبذلك يظهر
بطلان ما ربما يعتذر دفاعا عن الحديث بأن ذلك كان سبقا من لسان دفعه بتصرف من
الشيطان سهوا منه عليهالسلام وغلطا من غير تفطن. فلا متن الحديث على ما فيه من تفصيل
الواقعة ينطبق على هذه المعذرة ، ولا دليل العصمة يجوز مثل هذا السهو والغلط.
على أنه لو جاز
مثل هذا التصرف من الشيطان في لسانه صلىاللهعليهوآله بإلقاء آية أو آيتين في القرآن الكريم لارتفع الأمن عن
الكلام الإلهي فكان من الجائز حينئذ أن يكون بعض الآيات القرآنية من إلقاء الشيطان
ثم يلقي نفس هذه الآية «
وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ » الآية فيضعه في لسان النبي وذكره فيحسبها من كلام الله
الذي نزل به جبريل كما حسب حديث الغرانيق كذلك فيكشف بهذا عن بعض ما ألقاه وهو
حديث الغرانيق سترا على سائر ما ألقاه.
أو يكون حديث
الغرانيق من الكلام الله ، وآية «
وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ » إلخ ، وجميع ما ينافي الوثنية من كلام الشيطان ويستر
بما ألقاه من الآية وأبطل من حديث الغرانيق على كثير من إلقاءاته في خلال الآيات
القرآنية ، وبذلك يرتفع الاعتماد والوثوق بكتاب الله من كل جهة وتلغو الرسالة
والدعوة النبوية بالكلية جلت ساحة الحق من ذلك.