نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 202
رَبُّكُمْ
وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ
عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي
» ، ثم رمى بالألواح
وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجره إليه فقال : « ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا
تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي؟ » فقال هارون ـ كما حكى الله ـ :« يَا بْنَ أُمَّ لا
تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ
بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ».
فقال له بنو
إسرائيل : « ما
أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا » قال : ما خالفناك « وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ
الْقَوْمِ » يعني من حليهم «
فَقَذَفْناها » قال : التراب الذي جاء به السامري طرحناه في جوفه. ثم أخرج السامري العجل
وله خوار فقال له موسى : «
فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ؟ » قال السامري : « بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ
قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ » يعني من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر « فَنَبَذْتُها » أي أمسكتها « وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي » أي زينت.
فأخرج موسى
العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر ، ثم قال موسى للسامري :« فَاذْهَبْ فَإِنَّ
لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ » يعني ما دمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة : أن
تقول : لا مساس حتى يعرفوا أنكم سامرية فلا يغتر بكم الناس فهم إلى الساعة بمصر
والشام معروفين لا مساس ، ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله إليه : لا تقتله يا
موسى فإنه سخي ، فقال له موسى : «
انْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ
لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ، إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ».
أقول
: ظاهر هذا الذي
نقلناه أن قوله : « والسبب في ذلك » إلخ ، ليس ذيلا للرواية التي في أول الكلام «
قال بالعجل الذي عبدوه » بل هو من كلام القمي اقتبسه من أخبار آخرين كما هو دأبه
في أغلب ما أورده في تفسيره من أسباب نزول الآيات وعلى ذلك شواهد في خلال القصة
التي ذكرها ، نعم قوله في أثناء القصة : « قال ما خالفناك » رواية ، وكذا قوله : «
قال التراب الذي جاء به السامري طرحناه في جوفه » رواية ، وكذا قوله : « ثم هم
موسى » إلخ ، مضمون رواية مروية عن الصادق عليهالسلام.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 202